لصحابي القدامى

صلاح أحمد عليوة

مصر/ هونج كونج

[email protected]

و ماذا سأذكرُ منهم

 صحابي القدامى

و قد كبرتْ بيننا مدنٌ من بعاد

و غادر موجٌ

بأبناء بحارة

عن قرى في الضفافِ

و حط الخريف العجوزُ

على رجفةٍ في الفروعْ

و ماذا سأذكر منهم صحابي القدامى

سوى لحظةٍ

ربما

أو أقل

و غير ارتعاد الضياء الوجيز

قبيلَ انطفاء الشموع

و ماذا سأذكر منهم ؟

تلكؤهم في طريق الوداع

تلعثمهم

حينما اعترفوا بهشاشتهم

تحت صخر القناع

تجلدهم

فوق سلمِ أيامهم

حين يذوي  الضياءُ الجهير

و تصحو ارتجافتهم في الضلوع

و ماذا سأذكر منهم

سوى ما أضعتُ على طرقِ المجد

حتى أعودَ لألفتهم

نادماً

تحت نفس القلوع

و أعبر في ليلهم كالغريب

لأرثي الذي أودعوه على معصمي

من وصايا

و ما سفحوه على جعبتي من دموع

و ماذا سأذكر منهم

سوى أنهم سافروا

سافروا في الهواء القديم

حيارى

يصاحبهم قمرٌ في الليالي

و تبهت أصداءُ آمالهم

في نسيمِ النجوع

و ماذا سأذكر منهم

سوى أنهم يرجعون

بكامل أحزانهم

نحو قلبي

يعيدون ما كرروه على خاطري

ليلةً بعد أخرى

و ينسون أني

أرممُ أقوالهم في خيالي

لأبقى

و أني أسامرهم

بعدما ذهبوا

و مضت خلفهم

طرقات الرجوع