في ضفاف الوداع
في ضفاف الوداع
صلاح أحمد عليوة
مصر/ هونج كونج
[email protected]
قلنا وداعا ..و افترقنا
كان شئٌ في غيوم الأفق
ينذرنا
و رفرفَ فوقنا طيرُ الرحيل ..
تعالت الأسوارُ
و امتدت يد المنفى
و أقصتنا عن الأحلامِ
غاباتُ الضبابْ
قلنا وداعا ..
و الشوارعُ في الشتاءِ صريعةٌ
و صدى الوعود مهشمٌ
و التف حول سرورنا الفضي
ليلٌ مُتعبُ الخطواتِ
وجهَتهُ الغياب
قلنا وداعا ..
حط فوق كلامنا الصمتُ ..
تعلق فوقنا قمرٌ رماديٌ
و أطفأت الغيومُ نجومنا
- و البيتُ؟
- قال مفسرُ الأحلامِ : وهمٌ
لم يكن بيتاً بنافذةٍ و بابْ
قلنا
وداعا ..
و الشجونُ تطوقُ الطرقاتِ
شردنا حنينٌ ضلّ وجهتَهُ ..
أضاعتنا مواعيدٌ بلا جدوى
و ساقتنا المسافاتُ
لأبوابِ السرابْ
قلنا وداعا ..
لم أدع باباً لأطرقه
و فتشتُ الزوايا..
و النوايا .. و الصدى
و بحثتُ بين قصائدِ الشعراءِ ..
رممت المنى
و سألتُ أقداحاً لعارفةٍ
و ساءلتُ المنائرَ
و المعابرَ .. و القِبابْ
قلنا
وداعا ..
صارت الأحزان مأوى
و المنافي موطناً
و هوت ترانيمي غباراً
و حصونُ الأمس أنقاضاً ..
و أكوامَ تراب
قلنا وداعا ..
صار عمري ظل ذكرى
جبتُ بلداناً
و بلداناً لأنسى
غير أني
بعدما بددتُ عمري ..
بعد أن جبت ضفافَ الحزنِ وحدي
قد رجعتُ بلا جوابْ
قلنا وداعا
..
و الأغاني باكياتٌ
و المسافاتُ خواءٌ شاسع ٌ
و الشمسُ جرحُ في المدى ..
كنا فصولاً
في كتابِ العاشقين
وأغلقَ الزمنُ الكتابْ