قل للعيون
04تشرين12014
حيدر الغدير
حيدر الغدير
(إلى طبيب العيون، الفائق طباً وخلقاً، الدكتور محمد حمَّدي ومن يعمل معه، الذين سمعوا مني شعر غيري في العيون، خلال زياراتي لهم، لعلاج أثر الشيخوخة في بصري، فأرادوا أن يسمعوا شعري فيها)
عيناك يا سمراء وعلى الجفون وفي الرموش وسامة أبصرت فيها فتنة وجراءة أو هكذا الأوهام قد سوَّلن لي لكن صوتاً مؤمناً من خافقي فمكثت بين مطامعي ومخاوفي حيران أدنو ثم أنأى راجعاً وبمقلتي طمع المشوق ويأسه أما المطامع فهي ما يدعو الهوى ومخاوفي وهي الصِّلال مردها لكنني لما سكرت بصبوتي أبصرت في السمراء دعوة وامق وقرأت في العينين صبوة مشتهٍ ومناي كانت نظرة أو لمسة والشيخ إذ يصبو يعود مراهقاً * * * وعجلت أقطف قبلة لكنني خدّاً لصاحبيَ العجوز حسبته قد كان خداً شاحباً متأكلاً عيناه جاحظتان من أوصابه وله شوارب قُنْفُذٍ متوحش لو أبصرته الجن ولَّت تشتكي الضعف في عينَيَّ أفسد خطتي فرجعت والأحزان تملأ مهجتي قد خانني شيبي ووهمي والهوى إذ ذاك قلت وقد تملكني الأسى جف اللسان وصوَّحت مني المنى وشتمت أوهامي اللواتي كُنَّ لي * * * ضحكت فتاتي ثم قالت لا تعد وارجع إلى الرحمن رجعة صادق فشكرتها وشكرت ما أوصت به والشيب أدعى للمتاب لأنه * * * قل للعيون سحرنني وأذقنني الوعد يكفيني وإن يك كاذباً أتعدنني؟ فافعلن، تلك صنيعة أرسِلْنها سرّاً مخافة شامتٍ ظني سيكسوها برود سعادةٍ والظن للشعراء أقدم صاحب | سوداوانِبالسحر لا بالكحل كالزهر غِبَّ الغيث في نيسان وحرارة المحروم والحَرّان فضللتُ ضَلَّةَ زائغ هيمان كالرعد حذرني من العصيان وجميعها إما هممتُ دوان وأعود بعد التيه للإيمان وبخافقي يتنازع الضدان وتزيِّفُ الأحلامُ للإنسان ما يكتب الملكان إذ يرياني وغدوت في أحبولة الشيطان فيها الهوى العاتي بدون عِنان عجلى وظمأى بالمنى تعدان أو قبلة من شادن فتان فيه جسارة ظامئ عجلان * * * قبلت في حمى الفتى النشوان خدّاً من السمراء قد ناداني أخنت عليه قوافل الأزمان ويداه تصطكان والرجلان والصوت تحسبه نُهاق أتان ما أبصرت للبوم والغربان فأنا على ديني ونفسي الجاني والدمع في الخدين والأجفان ورغائبي الحمقاءُ والعينان تبّاً لوهمٍ شائنٍ أخزاني وبكيت في سري وفي إعلاني فخّاً أعدته يد الخسران * * * للوصل إن الوصل للشبان يا أيها الشيخ الكليل الفاني وبه مشيبي قبلها أوصاني وهو الصموت يشير للأكفان * * * ذل الهوى ولججن في حرماني فالظن يجعله بروق أمان مشكورة أطوي بها أحزاني الحسن أغراه كما أغراني ألقى بها الأفراح سيل تهان وبه يفوز على العيون رهاني | تكتحلانِ