من مذكرات شاب فقير

رائد عبد اللطيف

[email protected]

.. وقَالوا: تائهٌ مُعدمْ

نعمْ .. مُعدمْ

أرانِي منذُ ذاكَ العَصرِ

عصرِ الفِكر والتنويرِ

لم أفهَمْ

وإني- رغمَ مُشكلتي

أُحِسُّ مَدينتي مَأتَمْ

فألفُ مصيبةٍ عَجْلى

وألفُ سعيدةٍ تُقصَم

وإنِّي منذُ عصرِ الفِكرِ والتنويرِ

مُستخْدَمْ

بدأْتُ مَسيرةَ التَّعثيرِ والتَّحقيرِ

والتَّعريفِ والتنكيرِ

مُستخدَمْ

ولكنْ قِصَّتي في السَّيرِ

لم تُختَمْ

لأني – رغم مشكلتي

أُحِسُّ مدينتي مَرْسَمْ

وعُمْرِي لوحةٌ كبرى

أنا رسامُها المُلهَمْ

**

..وقالوا: شاعرٌ مُبهَمْ

صحيحٌ قولُهم: "مُبهَمْ"

فمنذُ ولادةِ الأقلامِ

منذُ الشَّطبِ والتَشفِيرِ

نصلٌ أخرسٌ، أبكمْ

فأينَ أخطُّ مكتبتي

وتاريخي وأخيلتي؟

وكيف أرتبُ الأفكارَ

في أحشاء مفردتِي

وجُلُّ الناسِ في بلدي

يُذِيبُ الشَّهدَ بالعَلقَمْ

**

فقيرٌ.. مبدعٌ.. مُعدَمْ

ولا يَفهمْ

وبينَ أنامل التأريخِ

حرفٌ صامتٌ أبكَمْ

إذا حاولتُ كسرَ الفقرِ يكسرُني

كمثلِ حجارةِ المَنجَمْ

ولا يهتَمْ

وليس الفقرٌ مشكلةً

ولكنْ ما اختفى أعظَمْ

فأكبرُ نكسةٍ في الكونِ

أنْ يمسي حكيمُ القومِ

لا يفهَمْ