خسارةُ الأسهم
خسارةُ الأسهم
مؤيد حجازي
هل تعرفون خسارتي
أم أنكم يا إخوتي
لا تعرفونْ
هي قصةٌ فيها شجونْ
وحقيقةٌ
عتبي على من عدَّها
بعضَ الظُّنونْ
ماعُدُّتُ أعرفُ بعدَها طعمَ الحياة
وبقيتُ وحدي باحثاً
عن لِّ أسبابِ النجاة
آهٍ عليها دمعتي.......
خَرَقَتْ جدارَ الصمتِ في سجنِ العيونْ
وتثاقلت من حملِ قطرتِها
الجفونْ
فتحَدَّرَتْ عني تقولْ
وما أراهُ سينتهي....
ذاك الهطولْ
سَقَطَتْ لتُخرِجَ بعضَ آهاتٍ ينوءُ بحملِها
ذاك الفؤادْ
من أجلها....
كم باتَ محرومَ الرُّقادْ
سَقَطَتْ لتحكي قصَّتي
هل تسمعونْ؟؟
********
قد غَـيَّرَت مجرى حياتي
الأسهمُ الحمراءْ
ولقد خَرَجْتُ مُكَبَّداً
بخسارةٍ نكراءْ
لو عشتُ عمري كي أعوِّضَ ماخسرتُ
لما استطعتْ
فلقد دَفَعْتُ ضريبةً قصوى
وما ذنبي ......؟؟
وماذا قد فَعَلْتْ؟؟
لو كنتُ سائلَِكم
فكم تتوقعونْ؟؟
..
طيروا بأفلاك الخيالِ
وحلِّقوا...
ثم استفيقوا...
كي تقولوا كُلَّ ما تتخيلونْ....
بدأ الخيالُ محلقاً
في سربِ ألفاظِ العقودِ من الألوفْ
ثم انتهى التحليقُ.. بل إنَّ التي أنهتهُ
خارطةُ السحابْ!!!
فوقفتُ أنتظرُ الجوابْ
وصُدِمتُ حينَ رأيتهُ أيضاً يطوفْ
حولَ النهايةِ...
عند آلافِ الألوفْ
مالي أراكم لم تطيروا
فوقَ هاماتِ النجومْ
هل ذاكَ تقصيرُ الخيالْ؟
أم ذاكَ تقصيرُ المجالْ؟
أم أنكم - يا إخوتي -لم تدرسوا....
في علم تقديرِ الهمومْ!!!!
هل كلُّ تفكيرٍ أتى لخيالكم
تفكيرُ مالْ؟؟
لو كانَ ذاك - أحبتي -
ما كانَ أتعبني السؤالْ....
سأقول - حزناً - قصتي
وبدايتي..
..ونهايتي
وأقول حجمَ خسارتي
وستعرفون!!
أنا ذلك الطفلُ الجميلْ
أعيشُ في بيتٍ جميلْ
وحياتنا حُلُمٌ تمناهُ الكثيرُ..
..وبعضُنا قد قالَ عنهُ المستحيلْ
وأبي وأمي يعملانْ
ويعطيانِ ويغدقانْ
ويزيدُ مايكفي الفقيرَ
هما بهِ يتصدقانْ
وبقيتُ في تلك السعادة غارقاً
حتى أتى ذاكَ النهارْ
وأتى أبي حتى يبشرَنا
بطفرةِ أسهمِ الخيراتْ
وبأنه سيكونُ خيرَ مساهمٍ في معظم الشركاتْ
ويضاعفُ الأموالَ- حسبَ ظنونهِ -
في أقصرِ الفتراتْ
ورأيتهُ فرحاً يقولْ
سأبيع هذا البيت ياولدي.....
ونعيشُ في بيتِ الإِجارْ
وأبيع مزرعتي.... ومركبتي
ومالدي من العقارْ
وسأستريحُ من الوظيفةِ فترةً ليست تطولْ
لا تأسَ ياولدي .....
فسأشتري لك بعدها قصراً جميلْ
وأكفُّ عنكَ شقاءَ عمرٍ لا يدرُّ سوى القليلْ
بل كان يضحكُ حين عدَّ الأمنياتْ
وأعادَ - وفقَ خيالهِ - نظم الحياة
لكنني أبكي ... ويحرق داخلي
نسيانُه يوم الرحيلْ!!
ورأيت أمي قد أتته بما لديها من ذهبْ
وأنا تملَّكَني العجبْ
بدأت حياةُ الحالمينَ
يقضُّ مضجعها الغضبْ
ألوانُ طيفٍ كلها حمراءْ
حممٌ أذابت أرضنا الخضراءْ
بل إنها: دحروجةُ الأطماعِ
تهوي دائماً نحو الوراءْ
عفواً.....
فإني ما أسفتُ على ضياعِ المالْ
فالمالُ يصنعه الرجالْ
لكنَّ موتَ أبي الحبيب
في سكتةٍ قلبيةٍ
- يا ناسُ - أفقدني الصوابْ!!
وجنونُ أمي بعدَهُ....
قد زادَ في نفسي المصابْ!!!
وتيتمي....
وتشردي.....
وتحملي العبءَ الثقيلْ
وأنينُ صرخةِ وحدتي
في ظلمةِ الليلِ الطويلْ
كانوا نهايةَ قصتي وخسارتي...
فلعلكم يا إخوتي تتعلمون!
قصيدة تصور - خيالاً - بعض ما حدث في سوق الأسهم