يا ليتنا للنور ننسب
09كانون22010
د. محمد ياسين العشاب
يا ليتنا للنور ننسب
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
عَـهِـدْتُـكَ جَـلْـدًا لا يُلِينُكَ و دَأْبُكَ في الدُّنْيَا التَّمَرُّدُ لا الرِّضَى و قـلـبُـكَ لـم يَأْلُ المحبَّةَ للذي رَسُولُ سلامٍ يا بني الأرض فاهْتَدُوا و صَـاحِـبُ عَدْلٍ فاستقيموا بعَدْلِهِ و سِيرُوا على المنهاج لا يَصْرِفَنَّكُمْ و مَـنْ كـحـبـيبِ اللهِ أَلَّفَ أُمَّةً و سَـارَ بِـهَـا نحوَ العُلا فتَطَلَّعَتْ فَـمَـا ضَعُفُوا يَوْمًا و دَوْمًا تَمَرَّدُوا و مـا دَأْبُـهُـمْ إلَّا الـتَّجَلُّدُ للأَسَى و أبـصارُهُم نحوَ السماءِ و نورُهُم فَـيَـا لَـيْـتَنَا للنُّورِ نُنْسَبُ لَيْتَنَا! و لَـمْ يَـبْقَ فينا غيرُ جُرْحٍ و عِلَّةٍ و مَـنْ لَوَّعَتْهُ الأرضُ كيفَ انْفِلَاتُهُ و مَـنْ سَيَّرَتْهُ النفسُ ضَيَّعَهُ الهوى و مَـنْ نَـسِـيَ اللهَ اشْتَرَى ِلَحيَاتِهِ ومَـنْ شَـاءَ فـي الدنيا حَيَاةً هَنِيَّةً فـهـذا مُـقَـامٌ لـلعَناءِ فلا تَعِشْ و أَتْـعِبْ و أَضْنِ النَّفْسَ تَسْمُ لِهِمَّةٍ هُـنَـالِكَ أَمْنٌ لا هُنَا، فذَرِ الكَرَى لَكَمْ لُمْتُ نَفْسِي عَنْ عُلَاهَا تَقَاعَسَتْ عَـهِـدْتُـكَ جَـلْـدًا لا يُلِينُكَ دَاءُ | دَاءُو هَـمُّـكَ دَوْمًـا عِـزَّةٌ و و عَـزْمُـكَ لا يَسْرِي إليه انتِهاء هَـدَى الكونَ و ائْتَمَّتْ به الأنبياء بـهَـدْيِ رسـولِ الله يُمْحَ الشَّقَاءُ و مِـنْهَاجُهُ الأسمى هُدًى و رَجَاءُ تَـهَـافُـتُ مَـشْـدُوهٍ هَوَاهُ غِطَاءُ لِـمَـجْـدٍ و رَبَّاهَا ، فنِعْمَ العَطَاء لأَبْـعَـدِ شَـأْوٍ رَامَـهُ العُظَمَاءُ 1 عـلى الشَّرِّ و العَزْمُ العَصِيُّ وِقَاءُ و سَـاطِـعُ صَـبْـرٍ للهُمُومِ جَلَاءُ يُـضِـيءُ دُرُوبًا ليس فيها ضياء فـلـيـسَ لـنا مِنْ غَيْرِ نورٍ بَقَاءُ و عَـارِضِ صَمْتٍ ليسَ فيهِ شِفَاءُ مِـنَ الـذُّلِّ و الـدنيا جَميعًا عَنَاءُ فـكُـلُّ مُـرَادٍ بـعـدَ ذلـكَ دَاءُ عَـذَابًا و ضَنْكًا ليسَ مِنْهُ انْتِهَاءُ 2 و نَـامَ فـعَـيْشٌ و المَمَاتُ سَوَاءُ بـغَـيْـرِ جِـهَـادٍ، فـالحَيَاةُ بِنَاءُ سَـمَـا لِـعُـلَا عَـلْيَائِهَا السُّعَدَاءُ و ثَـابِـرْ إلـى أن يَسْتَبِينَ الرَّجَاءُ و قُـلْـتُ لِقَلْبِي : أَعْتَرَاكَ عَيَاءُ ؟ وَ هَـمُّـكَ دَوْمًـا عِـزَّةٌ وَ ارْتِقَاءُ | ارْتِقَاءُ
اللغة
1) اَاَلشَّأْوُ : الغايةُ والأَمَد، لحافظ إبراهيم رحمه الله: وَوَلِّ أُمُورَنَا الأَخيارَ مِنَّا نَثِبْ بِهِمُ إِلى الشَّأوِ الْبَعِيدِ
2) الضَّنك :الضِّيق، ومنه قوله تعالى في سورة طه :" وَمَنَ اَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا " أي ضَيِّقَةً .span>