بن جوريون يعانق أصدقاءه

بن جوريون يعانق أصدقاءه

إسلام شمس الدين

[email protected]

شُكْراً لَكُمْ .. شُكْراً لَكُمْ

يَا أَصْدقَاء

شُكْراً للأَخْضَرِ مِنكُمْ وَالأَصْفر

شُكْراً للأَبْيَضِ يَأْكُلَهُ الأَسْوَد

- تَبّاًً للَّوْنِ الوَاحِدِ قضَّ مَضَاجِعَنا -

شُكْراً للزَاعِقِ والنَاعِقِ

والمُتَشَدِّقِ والمُتَفيْهِقِ

والمُسْتَأْسِدِ، إذْ يزْأَرُ فِي جَنْبِ البَيْتِ المُتَهدّم

- تَبّاًً للصَوْتِ الوَاحِد صمَّ مَسَامِعَنا -

شُكْراً للثَّائِرِ فِي وَجْهِ الثَّائِرِ

رَفَعَ كُعُوبَ بَنَادِقِهِ

أو أَهْدى بَعْضَ قَنَابِلِهِ

شُكْراً إنْ حَمَلَ السِّكّينَ أَوْ الخِنْجَر

كُلٌ لا نَأْلُو الشُكْرَ، ولا نَحْقِر  

*  *  *

شُكْراً لَكُمْ .. شُكْراً لَكُمْ

يَا شُرَكاءَ الهَدْفِ الوَاحِد

ورِفاقَ الدَّرْبِ الوَاحِدِِ نَحْو الخَارِطَةِ الكُبْرَى

مِن شَطِّ خَليجٍ مُسْتَعرٍ

إلَى شَطِّ مُحِيطٍ يسْتَعرُ

مَن ذَا قَالَ "الفُرَقَاء"؟!

خَسِئوا

يَا بَعْضاً مِنّا

يَا أَيْدِي الرّبِ المُرْسَلَةَ، كَتائِبَ تَبْطِشُ عَنّا

إِنَّا، لَوْلاَكُم، ما كُنَّا

إنّا، لَوْلاَكُم، ما سُدنا

مَا سِرنا في الجَسدِ المُهْتَرِئِ، جَحافِلَ مِن سُوسٍ يَنْخر

فَالقَلْبُ الآنَ عَلَى مَرْمَى جُرْحٍٍ، أوْ أقْصَر

فَارْموا، أَفْدِيكم كُلَّ هيَاكِلِنا

اِرْموا..

إنّ الجَسَدَ الشَائِخَ يُحْتَضَرُ

 *  *  *

شُكْراً لَكُمْ .. شُكْراً لَكُمْ

يَا صَوْتَ الوَعْدِ المُشْرِفِ مِنْ خَلْفِ الحُجُبِ

لا تلْتَفِتوا لذَاكَ الصَوْتِ الأسْخفِ يَتَرَدَّدُ فِيكُم

يستصرخُ ضَرَعاً أنْ كفوا أيَادِيكُم

لعَجَائِزَ يَبْكِيْنَ الخَيْبَةَ تتَرَاقَصُ بَيْنَ الطُرقَات

للنِّسْوَةِ يَلْطِمْنّ خُدُودَ الحَسَرَات

يَنْدُبْنّ الزَّوْجَ المَقْتُولَ بـ"رَشّاشِ" الأخِ،

المَذْبُوحِ بأَسْيَافِ الاِبْنِ،

المَشْنُوقِ بأحْبَالِ العَمِّ،

المُتَقَاتِلِ مَعّ زَوْجِ الاِبْنَة

للبِنْتِ المُخْتَبِئةِ فِي رُّكْنِ الدَّارِ،

تُلَمْلِمُ أَثْوابَ العِفَّة

للصِبْيةِ عِنْدَ المَدْرَسَةِ، وَ قَدْ نَفَضَوا الكُتُبَ

بُلُوغاً لمُرَادِفِ "أُمَّة"

لشُيُوخٍ صَوْبَ القِبْلَةِ قَدْ رَفَعوا الشَّكْوَى

هُم حَمْقَى

لمْ يَدْروا مَا مَعْنَى "الدَّوْلَة"

أوْ كَيْفَ الثَّوْرَةُ تُولدُ مِنْ رَحِمِ الفَوْضَى

فالزَّحْفُ إلَى "تل أَبيبَ"

يَمُرُّ مِنْ الضَّفَّة

يَجْتاحُ اللَّوْزَ اليَانعَ فِي غَزة

يَغْتالُ القَمَرَ الطَالِعَ فِي بَيْرُوتَ،

ويَزْحَفُ مِنْ بَغْدادَ إلَى الخرْطومَ إلَى دَارفورَ

إلَى مَقديشيو إلَى صَنْعَاء

يَجْتَثُّ جُذُوعَ الزَّيْتُونِ،

ويحْرقُ حَتَّى الشَتْلَ الهَارِبَ فِي الصَّحْرَاء

 *  *  *

شُكْراً لَكُمْ .. شُكْراً لَكُمْ

يَا أَصْدقَاء

فلتُصْبَغ كُلُّ الأرْضِ العَربيَّةِ باللَّوْنِ الأحْمَر

ولتُفْرَش بالجُثَثِ الطَازَجةِ،

وبالعَظْمِ العَربيّ المُتكسِّر

ولأجْلِ عُيُونِ الأقْصَى المُحْتسِبِ

ولأجْلِ دُمُوعِ القُدْسِ المُحْتَبَسة

فلتَخْفقْ رَاياتُ الفِتْنَةِ فِي الأُفُقِ

ولتُقْرع كُلُّ طُبُولِ الحَرْبِ الأهْلِيَّة

 *  *  *

شُكْراً لَكُمْ .. شُكْراً لَكُمْ

يَا أَصْدقَاء!