ميلاد الشام
مصطفى الزايد
مـيــلادُهـــا يـســـعـى لـــــه مـيــــــلادُ
وتـــذوبُ مـن شـــوقٍ لــــه الأكــبـــادُ
مــارتْ بـأهـلِـيـهـا تُـجــهُّــزُ نـفـسَـــهــا
لـتـكـون فـسـطـاطـاً بــه الأمـجــــــادُ
بين الحـطـيـم وغـوطـتـيـهـا نسـبةٌ
يـســري إلـيـهــا فـي الـــرّؤى الــــروّادُ
مُـتَـوسّـمـيـن مـن الـنّـبـيِّ عــــلائِـمـاً
ضلّـتْ مـســالـكَ حـلّـهــا الأجـنـــــــادُ
فـتَـشَـتّـتْ بـيـن الـطُّـمـــوحِ وهِـمـــّـةٍ
دنـيــا سَــمـت لـلـنّـــور وهـي رمـــــــادُ
أنّـى لِـشـــعـب مـزّقــتــه مــطــــــامـــعٌ
وتـعـــارضُ الأهــــــــــواءِ والـجـــــــلّادُ
أن يصـطـفي رجــلاً يـقـومُ بِـعبْـئـهِ
في حَـــزم طـيّـبِ «أردُغـــان» يُــرادُ
يا شــامَـنـا والـجـرحُ أعـمـقُ مـا يُـرى
خَـطـراً فـهـل «لصـلاحِـنا» ميـعـادُ؟
وسـيـوفُـنـا حـمـراً تُـقـطّــعُ بعـضَـهـا
في حـيـن يَسـلـمُ بـيـنـها الأضـدادُ
وتـعــــدّدتْ رايــــاتُــنـــــا وتـجـمّـعـتْ
فـتـنـافـرتْ وبـكى العـقــولَ رشـــــادُ
فصديقُـنا كالسّوسِ ينخـرُ عظمَنا
وعــدوّنــا اجـتمــعــوا وهُـــمْ آحـــادُ
إن أنـبـغَ الـرحـمـنُ رُمــحــاً بـيـنـنــا
تـغــتــالُـــهُ أيـــــدٍ عـلــيــه شِـــــدادُ
عـنـد الــعــدوِّ ذلــيــلـةٌ وعـمـيـلـةٌ
لــكـــنْ عــلـى إخــــوانِــهــا آســـــــادُ
فـتـقـدّمـتْ كــلَّ الــرّجــالِ شــراذمٌ
تُـرجـى لــمــا تُطــرى عليه سُــعادُ
بـيـن الـقِـيــادةِ والـقِــوادةِ لا تَـرى
فَـرقـاً كــأن مـصـابَــنــا الإمــــــدادُ
وكــأنّ غـايــة ثــورةٍ يـجـري بـهــا
نـهــرُ الـــدّمـــاء دراهـــمٌ وضـمـــادُ
نِـمْـنـا عـلى جُرحِ النّـفـاقِ لواحدٍ
لِنـفـيـق حـيـثُ جـراحُـنــا أعـدادُ
فلـكـلِّ تشــكيـلٍ عِــراكٌ يـنـتـهــي
لِـيَــدَيْ ســـفـيـهٍ مَـقـعــدٌ وقــيــادُ
وبِكــلِّ بـابِ مُـمــوّلٍ حَــربٌ بــهـــا
يحظى الكذوبُ ويربحُ المِـفسـادُ
زبَــدٌ يطـيفُ بــه غُـثــاءٌ راجـيـاً
نَــفــعـــاً أنـــانـيُّ الـمُـنى قـــــــوّادُ
وقـوافـلُ الأحـرارِ تـتلو بـعـضَـهـا
وجـراحُـهـم بـفســادِنــا أشـــهــادُ
أمِـنَ الـعـدالةِ أن يمـوتَ خِيارُنـا
لِـتَـعـزَّ فـيـنــا عُـصـبَـةٌ أوغـــــادُ
ونقولَ إن الغربَ فينا قد قضى
والـلـــهُ! أيــن تُــراهُ يــا عُـبّـــــادُ
ليس الهـزيمةُ بـالـعـتـادِ وإنّـمـا
إيـمـانُـنــا إذْ للـخــــؤون نُــقــــادُ
إن الـمـنـافِــقَ لا يُـفَـجِّــرُ ثـورةً
فـتـنـبَّــهـوا يـا أيّــهـــا الــرُّقـــادُ
إنْ لم يُطـهَّرْ مِبْضعُ الجِرّاحِ منْ
قَـبْـلِ الـجـراحة فـالبَـلا يـزدادُ
وإذا تـجـــاوزْنــا فــمــا إنـجــازنــا
إلا قِــنـــاعٌ والـــوجُـــوهُ تُــعـــادُ
هـي جــولـة فـتعـلّـمي يا أمّـتي
فـالـدرسُ قـاس والنّـبـيـهُ يُفـادُ
ووراءَ ثورتِنا التي قـد صُودرتْ
عـينٌ علـيهـا يُـصْـنـعُ الأطــوادُ