فضاء سريالي على حافة القلب

نمر سعدي

[email protected]

يسيلُ خلال ثقوب السماواتِ

وجهي

ويسخرُ منيِّ

يسيلُ كأنفاس ِ نهر ٍ يذوبُ

على حافة إمرأةٍ عانقتهُ

كضوءٍ مدمّى يسيلُ

فينبجسُ القلبُ تخرجُ منه

الفراشاتُ ..

حمراءَ...بيضاءَ...خضراءَ

يشتعلُ الدمُ في لحظةٍ من

هدوءِ المسافاتِ بيني

وبين القمر

آهِ كم مجدها

جميلٌ..بهيٌّ...وفستانُ فينيقيا

لطخّتهُ وحولُ البشرْ

وروما تمدّدُ زنبقتين ِ من النارِ

فوق الرمال...وعاشقها ينتظرْ

لعينيكِ وقعُ الندى فوق صوتي

أنا من تقلّبَ أمس ِ على

الحنطة النرجسيةِ

يقبسُ جمرَ الشبقْ

أنا من أضاع َ السماءَ على وجههِ

حينَ مرّتْ فراشة ُ أيامهِ فأحترقْ

وقلبي تكوّرَ نصفين ِ نصفاً

لموج ٍ من القمح ِ

يحملُ عني إشتهائي

ونصفاً لعصفورةٍ من شفقْ

تطيرُ البحارُ على جانحيها

الى موعدٍ في مساء الحبقْ

على كلِّ بوّابةٍ من حنين الترانيمِ

من ذكرياتٍ تموتُ وقفتُ

على كلِّ سورٍ وزيتونةٍ

من غبار بلادي وقفتُ

غموضي وضوحُ الحياه

وضوحي غموضُ الحياه

وقلبيَ سرُّ اللظى في المياه

آهِ كم عشقها

شهيٌّ كشربِ دموع الشجرْ

....وفي حلمها

تنهضُ الروحُ من نومها

وأرى المدنَ الميّتهْ

على حافة القلبِ تغرقُ.....

صارَ دمي حولَ أعناقها

زينة ً من نثار البروق ِ

أرى المدن العائمهْ

على سطح ِ وجهي

يُحنّطها زنبقٌ غارقٌ

في مراسيم أحزانه كالضياءْ

أيُّ صوتٍ جميلٍ يُدغدغني

عند حضرتها.....؟

أيُّ سرٍّ لوقتٍ مضى وسيأتي

بعيداً عن الوقتِ والذكرياتْ

التي قلبّتني على نارها

زمناً لعنة ُ الحُبِّ

حتى ترّمدَ قلبي وطارْ

فوق منحدرات السماءِ

أمام الجمالِ وفوّهة الصمتِ

يفعلُ ما يفعلُ الجبناءُ

وما يفعلُ العاطلونَ

عن الأملِ المتواضعِ

يصحو خفيفاً من الموتِ

في فجرهِ

ويداوي إنكساراتهِ بالعملْ

سأُحبُّ الحياة َ التي قطرّوا

ماءَها في دمي

والشتاءَ الشاكسَ

معنى الأنوثةِ والمترّددَ

مثلَ النساءِ اللواتي ذهبنَ

لتقديم ِ رأس يوحنّا

لعَينيْ سالومي التي

إغتصبتْ ضحكةَ النهرِ

عند المساءْ

سأحُبُّ الحياةَ ولا أستطيعُ

تمثلَّ نرجسها المُشتهى

وإحتضان سراب النساءِ

على ناطحات ِ الفشل...!