يَا لِقَلْبِي
17تشرين12009
د. محمد ياسين العشاب
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
كِـدْتُ يـومَ الفِرَاقِ قَلْبِي فًَـرَّقَ الْـبَيْنُ بَيْنَ قَلْبَيْنِ فَاعْجَبْ أَسَـرَتْـنِي الشُّجُونُ طَرْفَةَ عَيْنٍ إنَّـمَـا سَـرْحَـةُ الفُؤَادِ عَذَابٌ كُـلَّـمَـا سَـرَّنِي الزَّمَانُ تَبَدَّتْ * * * يَـا لِـقَلْبِي! عَرَّى بَهَاهُ خَرِيفٌ لَـيْـلَـةً تِـلْـوَ لَيْلَةٍ تِلْوَ أُخْرَى يـا لِـقـلبي! وفي السَّمَاءِ غُيُومٌ ورِيَـاحٌ تَـعْـوِي وتَخْطِفُ مِنِّي يـا لِـقَلْبِي! وليس يَسْبِيهِ طَيْفٌ فـإذا الـشـمـسُ غَيَّبَتْهَا دَيَاجٍ وإذا الـبـدرُ غـاب عَنِّي فإِنِّي إنَّـمـا مُـهـجتي لِمَنْ قد سَبَاهَا وحَـبِـيـبِـي بَدْرُ التَّمَامِ شَفَانِي إنَّـمَـا مُـهْـجَـتِي لَهُ وَحَيَاتِي يـا لـقلبي! وكيف للقلب يَحْيَى يَـقْـبِـضُ الصَّدْرَ كُلَّ آنٍ فأُلفَى وأَرَى الـكونَ دامِسًا وأرى الأرْ لَـكَـأَنَّ الـنـورَ اختفى فتَبَدَّى وإذا الـنـورُ غـادر القلبَ وَلَّى فـإذا الـخـوفُ مَـسَّـهُ فهَلُوعٌ يَـا لِـقَـلْبِي! وفي الحياة شُجُونٌ أَسَـرَتْـنِـي أَسْرًا ولَمَّا اسْتَبَدَّتْ يَـا لِـقَـلْبِي! وكُلُّ جِسمي سَقَامٌ * * * أَيُّـهـا الْـمُبْصِرُ المُيَمِّمُ قَصْدًا كيف يَغْفُو مَنْ جَرَّبَ الدَّهْرَ حَتَّى أَوْ يَـرُومُ الـصَّبَاحَ عَانٍ ويَرْجُو إنَّ هاذي الْهُمُومَ فيِ الْعَيْشِ فَرْضٌ فـإذا أَهْـدَتِ الـحـيـاةُ هَنَاءً لـم يَـنَلْ مِنْهَا خَيْرَهَا غيرُ عَبْدٍ * * * رَبِّ هَـبْ قـلبي مِنْ لَدُنْكَ أَمَانًا أَسَـرَتْـنِي الدنيا بِمَحْضِ هُمُومٍ أنـتَ لـلـعـاني مَلْجَأٌ فأَجِرْنِي مَـنْ أَتَـى اللهَ لا يَـخِيبُ فهَبْني رَبِّ كَـمْ زَيَّنَتْ لِيَ السُّوءَ نَفْسِي فَـجَـنَـيْـتُ الأحزانَ رَوَّعَتِ فـأَقِـلْـنِي منها بجودكَ واغْفِرْ رَبِّ هَـبْـنِـي بـحُبِّ طَهَ أَمَانًا إنْ دَهَـتْـنِي يَوْمَ الزِّحَامِ خُطُوبٌ | يَضيعُوهَـمَـتْ مِـنِّي والحَبِيبِ لِـصُـرُوفٍ تَقْضِي ونحنُ رُكُوعُ شَـغَـلَـتْـنِي، فَنَبَّهَتْنِي الدُّمُوعُ لـيـس مِـنْ بَعْدِهِ لعَانٍ هُجُوعُ دُونَـهُ سُـحْـبٌ ما لَهُنَّ رُجُوعُ * * * حَـلَّ فِـيـهِ، وزَالَ عَنْهُ الرَّبيعُ تِـلْـوَ أَيَّـامٍ كُـلُّـهُـنَّ صَقيعُ وعـلـى الأرض هَيْبَةٌ وخُشُوعُ كُـلًَّ حُـسْـنٍ، وحَيْرَةٌ وخُضُوعُ عَـارِضٌ أَو تَـشْفِي مُنَاهُ شُمُوع فَـفُـؤَادِي مُـعَـذَّبٌ مَـفْـجُوعُ مُـثْـقَـلُ الـهَمِّ خائفٌ مَوْجُوعُ إنَّ قـلـبـي لِـمَنْ سَبَاهُ مُطِيعُ بـسَـنَـاءٍ مِـنْ حُسْنِهِ لا يَضيعُ وفِـرَاقَ الْـفُـؤَادِ لاَ أسـتَطيِعُ فـي بِـعَـادٍ، وإنَّ حُزني سَريعُ قـد غَـزَا خاطِرِي ظَلاَمٌ مُرِيعُ! ضَ ومـا فـوقَـها ضِياءٌ يَشِيعُ كُـلُّ شـيءٍ ونُـورُهُ مَـقْطُوعُ كـلُّ خـيـرٍ، وهَدَّمَتْهُ الصُّدُوعُ وإذا الـخـيـرُ جَـاءَهُ فـمَنُوعُ كـيف يُرْجَى بها لِنُورٍ سُطُوعُ ؟ حَـالَ دون الـضـياءِ سَدٌّ مَنيعُ كـيف يَرجو الشفاءَ عَانٍ جَزُوعُ * * * كُـلُّ مـا في الحياة لَيْلٌ يَرُوعُ! ضـاقَ ذَرْعًا، أو يَسْتَصِمُّ السَّميعُ طَـلْـعَـةَ الـفجرِ حَالِمٌ مَخْدُوعُ يَـسْـتَـوِي فـيهِ سَيِّدٌ وَوَضِيعُ سَـاعَـةً، فـهْـوَ بَعْدَهَا مَنْزُوعُ هُـوَ لـلـهِ سَـامِـعٌ ومُـطيعُ * * * إنَّ مـا بـالـفُـؤاد رَبِّ فَـظيعُ وَسَـبَـانِـي مِـنْ ذَاكَ ذُلٌّ ذَرِيعُ مِـنْ شُـجُـونٍ أكادُ منها أَضِيعُ مِـنْ لَـدُنْـكَ الأمَانَ إنِّي هَلُوعُ! ودَعَـانِـي إِلَـى الهَوَانِ خَدُوعُ الـقَـلْبَ وإنِّي مِنْ بَعْدِهَا لَصَرِيعُ زَلَّـةً خـاطـري بـها مَوْجُوعُ إنَّ قـلـبـي بـحبِّ طَهَ وَلُوعُ فـي سَوَادِ الدُّجَى فَحَسْبِي الشَّفِيعُ | دُمُوعُ