روانية الساجعات ...
حسن محمد نجيب صهيوني
يغاديني صباكِ وفيه شوق
فأكظمه كِذاباً وهو صدق
ومشّاء القلوب له صروف
أفانينٌ بهجر لا يرقّ
وكم طافت بي الأحلام طوفاً
بأضغاث مفجعة تزق
تفر الروح بالأشواق فراً
وتشكو من حِرابتها دمشق
وعمان التي ولدتك سحراً
خرافي الروان ومنه عِرق
أيا حباً يسافر في حروف
فتنكل بالقصيد وهنّ مُذق
وكم بتُّ الليالي أدّرئها
ولكنّ القضاء بها لحق
فواعجباً!! وكم يُقتات حرف
وليست للقصائد منه عتق
وكم طابت بثكلاكَ المآسي
سِراعاً لا يطاق بهنّ رتق
وكم عاثت روان بهنّ جوراً
باحلام الجسام، بمن تبقوا
فأسألها اللقاء بملء شوقي
ونفسي في منى لقياها ترقو
ألا يكفيكِ من قرحي شهيداً
ووصلك للقريح ألا يحق
ولو كان الخليج سميع صوتي
ويصحيه لسمع الآه شوق
فلا الخلجان تدري ما مُصابي
ولا بحر لناقوسي يدق
أتمطر بعد أن كانت مفازاً
ويأتي الغيث شُرّاعاً وبرق
أتزهر بعد أن كانت قفاراً
ويحيي ورسَها بالوصل شهق
أرى أملاً يلوح بساجعات
فغرب الأفق يدنو منه شرق
عسى الأحلام تجمعني بخلٍّ
إذا الآمال يبقى فيها صدق