يا زائري في الحلم

أغِثني لأفي بنذري

يحيى السَّماوي

[email protected]

زارَني في غفلة ٍ من مقلة ِ الصحوِ :

ربيعا ً ضاحِك َ العشب ِ ..

ندِيّا ً ..

باردَ الكوثرِ ..

يمشي خلفهُ نهرانِ : ريحانٌ وشَهْدُ !

وأنا في كهفِ حزني

أتسلّى بكؤوس ٍ

خمرُها جمرٌ وسُهْدُ !

زائري في غفلة ٍ من مقلة ِ الأحزانِ

مَنْ أسرى بكَ الليلة َ ؟

كيفَ اجْتَزتَ  نهرين ِ وأرضين ِ

وبحرا ً جَزْرُهُ  يُخشى

فكيفَ أجتزتَ مَدَّهْ ؟

ودجىً يُبْرِقُ من يومين ِ

رَعْدَهْ ؟  

أنا لا أعرفني أينَ أقيمُ الانَ

لا عنوانَ ليْ

كيف اهتديتْ ؟

فتَعَرَّفتَ إلى جفني

وسفح ٍ

يختفي في حضنِه ِ الأخضر ِ

بيتْ ؟

أيها الناسِجُ من عشب ِ الفراتين ِ وشاحا ً

جيدُ هُ يُسْكِرُ عِقدَهْ :

مَنْ تُرى أسرى بكَ الليلة َ ؟

مَنْ أعطاكَ عنوانَ غريب ٍ

هَتَك العشقُ أحاجيه ِ

ورُشْدَهْ ؟

**

آه ِ لو أملكُ

أنْ أجمَعَ عطرَ الحلم ِ

والجَنَّة ِ

والشِعر ِ

بوردة ْ

للتي أحلمُ

أنْ أجعلَ من حضني لها  بيتا ً

ومن صدري  لنهديها سريرا ً

ومن الثغر ِ لخدَّيها  مخَدّة ْ

آهِ

لو أنَّ التي دقّتْ  غروبَ العمر ِ  بابَ القلبِ

قد دقّتْ  ضُحى العشق ِ

فأغفو هانئا ً بالتين ِ والتوت ِ

على نهر ِ المودَّة ْ

آه ِ

لو أنَّ الذي في دَورَقي

من خمرة ِ العمر ِ

مثيل ٌ للذي

في دورَقِ اللذّة ِ عندَهْ  

لَتنازلتُ عن التاج ِ وعرشِ الحزن ِ

كي أصبحَ في مملكة ِ العشاق ِ

عَبدَهْ

ونديما ً للياليهِ ..

سميرا ً لأغانيه ِ ..

وناطورا ًيقومُ  الليلَ

كي يحرسَ نهدَهْ

وينشَّ النحلَ عن وردِ الفم ِ العذب ِ

وأسرابَ الفراشات ِ التي

قد تُوجِعُ الجيدَ إذا حطتْ

على زنبقه ِ الغضّ ..

وقد تجرحُ جفنيه ِ

وخدّهْ !

آهِ

لو أنَّ الذي أوعَدَني   في الحُلم ِ   بالقبلة ِ

لا يُخلِفُ عندَ الصَّحو ِ

وعدَهْ !!

زائري في غفلة ٍ مني أغِثني

يا ربيبَ الفُلِّ والآس ِ :

أنا طيشي عَفيف ٌ ..

ومجوني ناسِكُ الإثم ِ ..

أغِثني لِتُصلِّي شفتي قَصْراً

فإني لستُ مَنْ ينكث ُ  بعد النذر ِ  عَهدَهْ :

نَذَرَتْ روحي لوجه ِ العشق ِ

لو زرتَ جفوني

أنْ يُؤدّي

خمسَ سجدات ٍ على ثغرِكَ  ثغري ..

وعلى كلٍّ من الخدَّيْن ِ

سَجْدَة ْ ...

فأغِثني ..

أفلا تؤمِنُ يا مولايَ

أنَّ النذرَ  قد يُصبحُ سيفا ً

صدرُ مَنْ ليس  يفي بالنذر ِ

قد يُصبحُ غِمدَهْ ؟

فأغِثني يا ربيبَ الفلِّ والآس ِ

عساني لو وفيْتُ النذرَ

أنْ أنذرَ للحلم  إذا زرتَ جفوني

باقة ً من قُبَل ٍ ناسِكة ِ الآثام ِ

بعدَهْ !!