حوارية المراثي
طالب همّاش
المراثي حوارٌ مع الموتِ
ما بين شخصينِ مفترقينِ
بصيرٌ وأعمى
وحيٌّ وميتْ .
والمراثي حوارُ المعزّينَ مع حزنِ من رحلوا
رافعينَ بأصواتهم نجمةَ الموت فوق المساءِ
كشاهدةٍ من بكاء ٍوصمت ْ .
كفكفي الدمعَ يا امرأةَ العزلةِ الباكيهْ !
كفكفي الدمعَ كلُّ الأحبّةِ ينسحبونَ
سوى الموتِ يحرسُ جبّانةً فانيهْ !
وأصيخي إذا جالَ طائرُ صمتكِ
فوقَ قبورِ المساءْ ..
لتألّمِ قلبِ المواويلِ
بعد ارتحالِ المعزّين َوالغرباءْ ..
حاملينَ تصاويرَ من أسبلوا كالتماثيل أذرعهم
وتدلّوا بأسمائهم كالبطاقاتِ
من حائط النعواتْ
حاملينَ بأخيلةِ الحزنِ
لونَ العيونِ التي رات النورَ يوماً
وأغمضها الموتُ ..
كانوا فبانوا
وصاروا ظلالَ صلاةْ .
فأصيخي إليهم إذا ضاع بين التراجيع
صوتٌ بصوتْ !
فالمراثي حداءٌ يردّده النعيُ
في كل بيتْ .