برقيةٌ من مسلمٍ إلى أوباما

عمر أبو عبد النّور الجزائري

أُوبَـامُ  أهْـلاً قـد نـزلتَ iiفِنَائِي
يـا  مَـنْ هَشَشْتَ لأمّتي بخطابكمْ
مـالـي  ومـا للمادحينَ إذا iiعَدَوْا
الـعـدلُ لا الـتَّنميقُ يصنعُ iiوُدَّنا
لـو  مـال قـلبُك للصَّفاءِ iiوجدتَنا
إسـلامُـنـا دينُ التَّعارُفِ iiوالإخَا
إسـلامُنا  بَثَّ التّسامُح في iiالورى
كـم  آيـةٍ بِـكِـتـابنا تدعو iiإلى
فـالاخـتـلافُ طـبـيـعةٌ iiلكنَّه
آمِـنْ بـرأيـكَ لا تحاولْ iiفرضَه
دافـعْ بـفكركَ عن رؤاكَ iiمُصمِّمًا
فـلـربَّـمـا  كان الخصيمُ iiموفَّقا
فـلِـمَ  الـتَّحاكُمُ للصِّراع iiوبَأسه؟
ولِـمَ الـتَّـهـوُّر والعنادُ تعاليا ii؟
فـإذا جَـنَـحْتَ إلى العدالة فلتكنْ
وإذا  جـنـحتَ إلى السَّلام فَقُمْ iiبه
ولـقـد شـهدتُم في العراقِ iiبأنَّكمْ
وكـذا بـأفـغانَ يُضاعفُ جورُكم
مـاذا جـنـى طـفلٌ يُمزَّقُ iiغِيلَةً
مـاذا جـنـتْ أمٌّ تُـثَكَّلُ في الدُّنا
مـاذا جـنـتْ قَـرَويَّةٌ iiمِحْصانَةٌ
مـاذا جـنـى شيخٌ يُرَوَّعُ بالرَّدى
مـاذا  جـنى شعبٌ يُطالُ iiبأرضه
الـطـالـبانُ  إذا عَدَلْتَ فما رَمَوْا
شعبٌ  ضعيفٌ كيف يُرْعِبُ ضُعفُهُ
شـعـبٌ فـقـيـرٌ جائعٌ iiمتخلِّفٌ
تـخـشـاهُ  أمريكا فتهلك نسلَه ii؟
وقـواعـدُ الإرهـابِ من إبداعكمْ
والـكاسبُ الجاني من الفَتْكِ iiالأُلَى
فـعجبتُ من بيت الذَّكاء وقد iiأوى
عَـبَـدَ  العَدُوَّ وعَضَّ كَفَّ صديقه
عَـبَـدَ  الـذي يحيَ بِمَصِّ iiدمائِه
تِـلْـكُـمْ  غَـباوةُ من يُعادي iiأمَّةَ
ويـطيعُ في قَطْعِ الوِصَالِ iiعصابةً
وتَـهُـدُّ  كـلَّ فضيلةٍ في iiأرضنا
ظـهـرَ  الـفسادُ بها ودَبَّ iiمُدَمِّرًا
فـإذا صـدقـتَ أيا براكُ فَقُمْ iiإلى
رَحِّـلْ  جـيوشكَ عن بلادي iiأنَّها
واحـكـمْ بـعدلٍ في قضيَّة iiقدسنا
*               *              *
سِرُّ التَّآلُفِ في التَّواضُع في الوَرَى
سِـرُّ  الـتَّآلفِ في اجتنابِ iiمظالمٍ
سِـرُّ الـتَّآلفِ في القلوبِ سماحة iiٌ
سِـرُّ الـتـآلـفِ عِـفَّةٌ iiوطهارةٌ
سـرُّ الـتَّـآلـفِ عِـزَّةٌ iiوكرامةٌ
أُوبَـامُ  فَكِّرْ في الهدى وانهضْ iiله
كـن  ْكالنَّجاشي حين فكَّرَ iiفاهتدى















































تـبـغـي  التَّآلُف فاستمعْ iiلِنِدائِي
وحَـمـدتَ فـيه مكارمي iiوبِنائِي
بـتـنـكُّـرٍ لـمـكاسبي ودمائِي
لا تُـكـسَـبُ الألـبابُ iiبالإغراءِ
أهـلَ  الـتّآخي الصّادقِ iiالمِعْطَاءِ
فـتـبـيَّـنُـوا من آيِهِ iiالعَصْمَاءِ
لا  تُـخـدعُـوا بالأمَّة iiالرَّعناءِ1
نَـبْـذِ الـصِّـراعِ وحِدَّةِ iiالشَّحْناءِ
فـي ديـنـنـا لِـتـلاقُحِ iiالآراءِ
بـالـعنفِ  أو بالدَّسِّ في iiالأرجاءِ
واسـمـعْ بـقـلبك فكرةَ iiالفُرقاءِ
ومُـنـيـتَ  أنـت بفكرةٍ iiجَهْلاءِ
أيـن  الـرُّؤى ورزانـةُ العُقلاء؟
أيـن  الـرِّضاء بحكمةِ iiالحكماء؟ِ
وَقْـفَ الـمـذابـحِ قبل كلِّ iiنِداءِ
أنـت  الـخَصِيمُ وكابِحُ iiالخُصَماءِ
جُـرْتُـمْ عـلـيه بأفْدَحِ iiالأخطاءِ
والـجـورُ يجرفُ في مزيد iiعِداءِ
فـي بـيـتـه بـقـذيفةٍ iiنَكْرَاءِ؟
بَـكَـتِ  الـفـقيدَ بأَدْمُعٍ ودماءِ ؟
تُـخْزَى بِجُندِكَ في حِمَى البَيْداءِ ii؟
بـجَـرِيرةٍ  قامت على الأهواءِ ii؟
بـالـظَّن  يُرْدَى في أَتُونِ شقاءِ ii؟
أرجـاءأرضـكَ  أو عَـدَوْا iiبِقَذاءِ
أمَّ  الـقِـوَى ومـهينةَ العُظماء iiِ؟
يـحـي هـنـاك بِـعُسْرَةٍ وعَناءِ
أَمِـنَ النَّدَى التَّقتيلُ في الضُّعفاءِ ii؟
فَـمِـنَ  الـدَّهاءِ صناعةُ iiالأعداءِ
ظـلـمُـوا المسيحَ بتُهمةِ الفحشاءِ
جـيـلاً يـعـيـشُ بِخِفَّةٍ iiوغَبَاءِ
وسـعـى بِـظُـلْمٍ صارخٍ iiوجَفاءِ
جِـنْـسـاً تَـطفَّلَ في الدُّنا iiبِدَهاءِ
الـمـلـيـارِ والآبـارِ iiوالأرجاءِ
تـغـشـاه  بـالإعْنَاتِ iiوالإزْرَاءِ
وتـدكُّـهـا  بـالـدَّسِّ iiوالإغواءِ
أُنْـسَ  الـخلائقِ بالرُّؤى iiالحَمْقاءِ
كَفِّ  الأذى والصِّدق في iiالإرضاءِ
صـنعتْ  عَنائي في الدُّنا iiوشقائِي
فـهـي الأساسُ لنِقْمتي iiورِضائِي
*               *              *
لـلـخَـصْـمِ بالتَّقديرِ iiوالإصغاءِ
بـالـبـطشِ  أو بالنَّظرةِ iiالعمياءِ
وفـضـيـلةٌ  بالعدلِ في iiالأعداءِ
وقـنـاعـةٌ تـسمو على iiالأهواءِ
وتَـحَـرُّرٌ  مـن أمَّـةٍ iiعَـوْجَاءِ
تـنـهـضْ  لودِّك أمَّتي iiوسمائِي
وسَـمَـا لِـحَـقٍّ بـاهِرٍ iiوصفاء

              

هوامش :

النّجاشي : ملك الحبشة المعروف في تاريخ الإسلام حيث اسلم في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لمّا بلغه أمره وفكّر فيه وسأل عنه فاهتدى إلى الحقّ ،وقام بحماية المسلمين الذين هاجروا إلى بلده ،

ان وسائل معرفة أدلّة الحقّ اليوم أكثر وأقوى من وسائل ذلك الوقت لمن كان ديمقراطيا حقا وموضوعيا نزيها بالفعل.ِ