حنين

شعر :نبيل شبيب

لا يمكن لقيثارة الحنين أن تتجاوز العزف مع العازفين على اللحن الذي أطلقه البوصيري في قصيدته (يا ليل الصبّ متى غده).. وما زال يتردّد إلى اليوم، فما ترك العشرات من أهل الشعر باباً من أبوابه إلاّ طرقوه بعشرات القصائد التي تُعارض قصيدة البوصيري، فهل يأذن أهل الحنين بمحاولة مشاركتهم فيه؟..   

مُـضْنـاكِ رِضاؤُكِ iiمَقْصَـدُهُ
يَـحْدوهُ الشَّـوْقُ لِمَنْ iiوَهَبَـتْ
وَتَهـيـمُ  خُطـاهُ iiفَتُـرْشِـدُهُ
وَحَـبَـتْـهُ العِشْـقَ iiلِيَذْرِفَـهُ
وَيَجِـفُّ  الدَّمْـعُ iiبِمُقْـلَـتِـهِ
وَيُعيــدُ  الفَجْـرُ لَـهُ iiأَمَـلاً
إِشْـفاقُ  العـاذِلِ iiيَنْصَـحُـهُ
وَيَـقولُ جَـفَـتْـكَ iiفَأَهْجُـرُهُ
لا أَطْـلُبُ وَصْـلاً إِنْ iiهَجَرَتْ
وَوِصـالُ الصَّـبْرِ iiيُواسـيني
لا أَنْـشُـدُ وَعْـداً إِنْ iiمَنَعَـتْ
يَـسْـتَوْطِنُ  قَلْبي iiيَمْـلِـكُـه
لا أَعْـصـي أَمْراً إِنْ طَلَبَـتْ
وَالـعَبْـدُ  رِضـاهُ طاعَـتُـهُ
هَلْ  يُطْـفِئُ ناراً iiمَـوْقِـدُها؟
يـا عاذِلُ دَعْـني فـي iiوَلَـهٍ
لا  يَشْقى العاشِقُ مِـنْ iiحَسَـدٍ
فَلْيَنْـفُـثْ  كَيْـداً في iiعُـقَـدٍ
وَالـعاشِـقُ عَنْـهُ iiمُنْشَـغِـلٌ
فَيُبـاهـي  الليْـلَ iiتَشَـوُّقُـهُ
وَخَلِيُّ  القَلْـبِ بِــهِ iiرَمَــدٌ
كَالظّامِـئِ يَبْحَـثُ في قَـفَـرٍ
وَمَـليكَـةُ قَلْبي في iiقَـلْـبـي
تُهْـدي  الأَوْتـارَ iiبِأَضْـلُعِـهِ
لَمْ  يَنْسَ بَـراءَةَ iiنَـظْـرَتِهـا
وَحَـيـاءَ الـطِّفْلِ يُلاعِبُـهـا
وَيَـجـولُ  الشَّيْبُ iiبِمَفْـرِقِـهِ
وَغَـدَتْ  أَيَّـامـي iiمُقْـفِـرَةً
فَـغَـداً  تُحْييـني iiرُؤْيَـتُهـا
وَيَـعـودُ الـنُّورُ iiبِطَلْعَـتِهـا
وَأُوَدِّعُ  وَحْـشَـةَ iiمُغْـتَـرِبٍ
يـا  شـامُ هَواكِ عَلى iiكَبِـدي
قَـدْ أَفْـحَشَ مَنْ أَبْكـاكِ دَمـاً
أَدْعـو الـجَبَّـارَ iiلِيَقْصِـمَـهُ
وَيُـعيـدَ إِلَـيْـهـا أَحْبـابـاً
وَيُـصَـلِّـيَ  فيهـا مَحْـرومٌ



































 
وَمَـنــارُ  السَّـارِ iiوَمِقْـوَدُهُ
أَحْـلامَ الـوَصْـلِ iiوَتُـبْعِـدُهُ
لِسَــرابِ الوَهْـمِ iiيُشَــرِّدُهُ
في  سُـهْدِ جُفونِـهِ iiمَـرْقَـدُهُ
فَيُطِـلُّ  الطَّـيْـفُ iiيُـجَـدِّدُهُ
فَـيَـعـودُ الليْـلُ iiيُـبَــدِّدُهُ
لِـيُـداوِيَ  جُـرْحاً يُجْـهَـدُهُ
وَأَعـودُ  لِـجُـرْحي iiأُشْـهِدُهُ
وَمُـنـايَ الوَصْـلُ iiوَمَوْعِـدُهُ
بِـخَـيــالٍ عَــزَّ iiتَـوَدُّدُهُ
يَـكْفيـني شَــوْقٌ iiتُـوقِـدُهُ
وَيُـحَـرِّقُــهُ  iiوَيُـبَــرِّدُهُ
أَوْ أَسْــأَمُ قَـيْــداً iiتَـزْرِدُهُ
فَـيُطيـعُ لِيَـرْضى iiسَـيِّـدُهُ
أَمْ يَـقْطَـعُ سَـيْـفاً iiمَغْمَـدُهُ؟
لِـلشَّـهْـدِ مَـذاقٌ iiتَجْـحَـدُهُ
كَـشَـقاءِ  غَريـمٍ iiيَحْسِــدُهُ
وَلْـيَـحْـذَرْ ما عَقَـدَتْ iiيَـدُهُ
بِـدََلالِ حَـبـيـبٍ iiيُسْـعِـدُهُ
وَيُـبـاري  البَـدْرَ iiتَسَـهُّـدُهُ
يُـشْـقـيه  النُّـورُ iiوَفَرْقَـدُهُ
عَـنْ نَـبْـعِ الـماءِ وَيُفْسِـدُهُ
هِـيَ نَـبْـضَـتُـهُ iiوتَنَهَّـدُهُ
لَـحْـنـاً وَالعُمْـرُ iiيُـغَـرِّدُهُ
وَسِـهـامَ الـحُـبِّ iiتُـؤَكِّـدُهُ
وَبِـرِقَّـتِـهـا iiتَـتَـعَـهَّـدُهُ
فَـيَـذوبُ  حَـنينـاً iiأَسْـوَدُهُ
إِلاَّ مِـنْ حُ__ـلْـمٍ iiأَرْصُـدُهُ
وَتَـرومُ  الـجُـرْحَ iiتُضَمِّـدُهُ
يَـرْعـاهُ    اللهُ    وَيَـرْفِـدُهُ
قَـدْ كـادَ يَـذوبُ iiتَـجَـلُّـدُهُ
وَمَــدامِـعُ روحـي مِـذْوَدُهُ
وَيَـدُ  الـشَّـيْطانِ iiتُسـانِـدُهُ
وَيُـطَـهِّـرَ  داراً iiتَـعْـبُـدُهُ
وَدُعـاءُ  الـشُّـكْـرِ iiيُـوَحِّدُهُ
قَـدْ تـاقَ إِلَـيْـهِ iiمَـسْـجِدُهُ