الكهل اليتيم
04كانون12004
فيصل الحجي
شعر :فيصل بن محمد الحجي
ذهبت مع أحد الأصدقاء إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض لاستقبال والدته القادمة من الوطن ..! وفي الصالة الدوليّة وقفنا ننتظر أمام بوّابة القادميـن ..! وفـُـتِحـَـتْ البـوّابـة ..! وتـدفـَّق سَـيْـلُ القادميـن ..! وحدثت الصّدمة العاطفيّـة بيـن موجة القادِميـن وموجة المُسْـتـقبـِلِـيـن ..! فـيـا لـَـه من عُـرس ..! كان الفرح فيه سـيّدَ الموقف ..! فكم أضحك ..! وكم أبكى ..!
ولم أكن في هذا الموسِـم المفاجىءِ إلا كظامىءٍٍ يرى الماءَ النـّمير الوفير ولكن ليس مِن حقّه أن يشرب ..! فليس في القادمين أحَدٌ مِن أهلي الذين طالت غربتي عنهم ..! فأحسَسْتُ بأنـّني يتيم ..! إنـّني أعرف أنّ اليتيم لا يكون إلا طفلاً ..! ولكنـّني أُحِسُّ باليُـتْـم ..! فهل يكون الكهل يتيماً ..؟
يـا حُـزْنُ كَـمْ سَـدَّدْتَ مِنْ سَهْم داهَـمْـتـهُ حَـقِـنـاً .. فداهمَنِي وَ جَـرى عَـلـى خدِّي لِيَفضحَنِي لـمَّـا وَقـفـتُ وَ صاحِبي لِيَرى أنـا لـمْ أُوَدِّعْ في المَطار ِ .. وَ لمْ رُمْـتُ الـحِـيادَ .. وَ كُنتُ أحْسَبُهُ حَـتـى دَهـانِـي مَـوْقِفٌ عَجَبٌ يـا لـوْحَـة ً قـصرَ الخيالُ وَ لمْ كَـمْ صائِح ٍ : وَلدِي ..! وَ يَحْضُنهُ كَـمْ راكِـض ٍ وَ الـعَـجْـزُ يُثقِلهُ كَـمْ عـاقِـل ٍ عَصَفَ السُّرورُ بهِ وَ لـرُبَّ والِـهـةٍ بَـكَـتْ فرَحَاً هَـزَمَ الـهُـيامُ حَياءَها .. فغزَتْ عُـرْسٌ يُـنـظـمُـهُ السُّرورُ بلا عـادُوا تـحُـفُّ بـهـمْ مَبَاهِجُهمْ عَـادوا .. وَ عـادَ الـقـلبُ يَجْلِدُهُ أ أرى غِـلالَ الـحُـبِّ وافِـرَة ً أشـكُـو الـظـما وَ تكادُ تغرقني كُــلٌّ يَــعـودُ بـأمِّـهِ جَـذِلاً هـذا الـفِـراقُ الـمُـرُّ يَـتمَنِي * * * كُـنْ فـي سَبيل ِ اللهِ يا ظمَئي ..! وَ عَـزاؤنـا فـي آجـل ٍ يَـبْقى |
ِ
|
لِـتصِيبَ حِصْنَ الدَّمْع ِ كيْ يَهمِي ! عُـطلاً .. بلا صَبْر ٍ .. وَ لا عَزْم ِ بَـيْـنَ الرِّجال ِ ..! وَ مَعْشر ٍ جَمِّ فـي الـقـادِمِـينَ قرابَة َ الرِّحْم ِ أسْـتـقـبـل ِ الآتـينَ مِنْ قوْمِي حِـصْـنَ الأمَان ِ وَ مَوْطِنَ السِّلم ِ مـا كـانَ في ظني .. وَ لا عِلمِي يَـحْـلمْ بها .. مِنْ رَوْعَةِ الرَّسْم ِ ! كَمْ صارخ ٍ في الجَمْع ِ : ياعَمِّي ..! وَ الـشوْقُ يَحْمِلهُ عَلى الرّغم ِ ..! فـتـراهُ يَـرْقـصُ فاقِدَ الحِلم ِ ..! جَـذلـى .. وّ مِنْ قبْل ِ اللقا تومِي خـدَّ الـفـتى المَفتون ِ باللثم ِ ..! قـصْـدٍ .. فـتـحْـسَبُهُ بلا نظم ِ وَ تـقـودُهـمْ إِشـراقـة ُ الحُلم ِ إِحْـسـاسُـهُ بـفـداحَـةِ الظلم ِ حَـوْلي .. وَ لا أجْني سِوى الغمِّ ؟ أمْـواجُ بَـحْـر ِ الشمِّ وَ الضمِِّّ ..! وَ أعُـودُ مُـنـخـذِلاً بلا أُمِّي ..! إنّ الـنـوَى نـوْعٌ مِـنَ الـيتم ِ * * * وَ لِـعِـزّة ِ الإسْـلام ِ يا هَمِّي ..! خـيْـرٌ لـنـا مِـنْ عاجل ِ الغنم ِ |