الحقيقـة المطـلـقـة

د. جعفر الكنج الدندشي

الحقيقـة  المطـلـقـة

شعر : د. جعفر الكنج الدندشي

إلى علي بـوعـمـامـة

غـريب الخطى يا غريب  القدر

وروحٌ    بـهـا    أبحرٌ   مــن   صــوّرْ

 ويــثــمـر   فكري     بـأشـواقـنـا

            فصـار   الحنين    عـديـد     الــعِبَرْ

تشـاء    الحـيـاة     بـمـا     لا   نــشـا

وتكتم عنّا كثير الفكرْ

ونـحن   نـســــافـر  في  دربــهــا

أردنـا مـقـامـاً وشــاءت    سـفرْ

سـئمـت  الـثـلوج  وأرض   الـهـفـا

وعـمـراً يـضـيع   نـذيــر  الـمطـرْ

نـعـيــش    لـنـهــدر    أعـمـارنــا

ونـمـضـي  إلى مــا يشــاء  القدرْ

وتـلـهـو   الـسـنـون    بــأقــدارنــا

 تـبـعـثـر   فـيـهـا  و لا  تـعـتـذرْ

هـنـاك   نـمـوت    ولا نـنـتحـر

ونــفـنى  هـنـاك   و لا نـفـتـقـرْ

نـنـام  طويلاً   وقــد   لا  نرى

إذا  النوم  سـيطر  حلماً يمـرْ

نـنـام  فيمحو  النعاس  الــدنـا

ونحيا بحلمٍ قريــن  الضجرْ

ونـضـجر  حتى  نـهــبّ  لــظـىً

لهـيـبـاً   ونحرق   ما   نـنـتـظرْ

فـنومٌ إلى  الفجر  هل  يا ترى

يرى الفجر فجراً بنا ينفجرْ؟

ونرتاح لـلوجـد أو  لـلـجــفـا

فيجفو علينا وتبقى الـفِكَرْ

ضـيـاعٌ     يُـضَـيِّع   لا  مـُلـتـقى

نـهـرول بين الضحى والسـحرْ

فـإن كان ذاك هو المـبـتـغى

مـن العمر، ويـلٌ سـنلقى سقرْ

إذا  الهجر  قـصّ   جـناحاً  لـنـا

فكيف نــطير بهذا السفرْ؟

أشدّ   الرحال  لأمضي  بـنـا

لـبـعض الطـمـوح  ولم  أعتـبـرْ

بـأنّ   الحياة   طـريــق    الـفنـا

وأنّ  الفنـاء  طـمـوح    البشرْ

وأنَّ  الـفـنـاء  هـو   المبـتـغــى

وأنَّ   الـوجـود  هـو   الـمُـفـتَقَـرْ

وأنَّ   الـوجـود   يـهـاجر   بـي

 إلى الموت حيث يكون المفرْ

فما  العمر إلاّ سـنونٌ مضت

بـغيري من البهم أو مـن شجرْ

وغيري من الناس أو غيرهم

تمـوت  الأنـام  ويحيا   الحجرْ

ونسـقط من رحم جمع النسا

بطول الـزمـان    ومـدّ  الـنـظـرْ

وينهـال بـعض التراب بـرفشٍ

على الناس مثـل هـطـول المطـرْ

فيا  أ مّ  كيـف   أتــيــتِ  بـنـا

إلى العمر كيف حبلت البشرْ؟

أكنت   التي تــجـهـلــيـن  بـــأنّ

الــذي  تــلـديـــن    ولــن    يـعـتــبرْ

سيختال في الأرض حتى السما

          ويـنــهال    في  القـبر  أيــن  المفرْ؟