مكابدات في رؤى الاغتراب

 عبد الزهرة لازم شباري

 عبد الزهرة لازم شباري

إلى كل الأرواح التي اغتربت عن شمس الوطن !

أنا إن مر في سفري..

السحابْ ،

وغاض دهري والحبيبة

من تلاوات اليبابْ ،

إذاً سأبحر قاصداً

شمس الإيابْ  ،

لا يكفني زبد البحار

لغربتي ْ ،

وطفولة الأحزان ترقد..

في دمي ْ،

وتعب ملح الأرض

تومئ للسرابْ ،

لا يكفني كل الحنين

إذا ما راح وقع الحبْ ،

كالنجم يرقد في السماءْ ،

ويذيب كل دفاتري ومياسمي

كالشهد في مطر الشتاءْ ،

وإذا تعالت صرختي ..

وصدى الحريق بلوعتي ْ

سأمتزج الهوى عند

القصائد في أشقى

 تراتيل الحداءْ !

لا ضوء يوصلني

إذا ما الليل غادر مفرقيْ

ومضى يعربد في مهب الريح

يعوي بالعراءْ ،

هلاَ يغادرني المساءْ ؟

وشذى نسيم الصبح ..

يقضي بانحراف سفينتي

الثكلى على الآهات ..

والصمت الرهيبْ ،

لا واحة ظمأى ...

ولا خل حبيبْ ،

وأنين صمت الروح

يختلج الرؤى ،

يبكي ويبكي حاملاً

للشمس آيات المغيبْ ،

هلاَ يعاجلني المشيبْ ؟

وأتيه في كل الدروب

لعلني بالدمع والآهات ..

يختلج الربيع ْ،

ويذيب شرنقة الشباب

جداولاً وعرائشاً

عجنت أناملها بقطر

الفجر كي تبقى قلائد

في النجيعْ ،

عودي حبيبة في رؤى..

الأحلام كي نمضي

سنين الخوف من زمن الضياعْ ،

ونمير من صمت الجداول..

والأنهار فيض التيه ..

والأحزان من لحن الهزارْ ،

عودي حبيبة هذا الدمع

لن يكفيه ملء البحر..

من صمت القصيدة

من تلاوات انتظاري

وافتخاري ..

من دوارْ ،

والوقت أدنف من ليالي

الدفء أشيائي

وقنديلي المضاء بلا أوار ،

عودي لعل أحلام السنين

الغافيات على الشفاهْ ،

وخيال ملح الأرض

تورق في دفاترنا القديمة

في المياهْ !!

ولعل أحلام الطفولة

في الظلامْ ،

ينشق يختزل البكاء..

على خطاك

لجفن لاينامْ ،

أنا من ظلام الليل أشقى

من ضفائرك السقامْ ،

وعلى سفوح النهد

ظلك مترع بالحب

بالدفء الحنينْ ،

 أنا كالفراشة أمتطي

كل الدروبْ ،

و على رحيقك أزدهي

و أهيم .

ساعة أو ساعتين ْ،

كل الدروب منازلي و مساكني

لاظل يحمي مأمني ،

و سفينتي غطتْ ..

سماء العابرينْ ،

هي تلك مواجعي لجمتْ..

شراع الحب في العطر الدفينْ ،

و على صدى نغمات صوتك

لم أكن أشتم عطر الأرض

في قزح الخريفْ،

لا و لا في ساعة ..

الوهم العنيف ْ ،

أنا راحل للحب

في أرض الطفوف ْ ،

و تلاوتي سجنت ْ..

على كفي سنين ْ .

أنا إن ناديتك يا حبيبة

فأعطني سفر القصيدة

في عتاب الراحلين ْ ،

و امضي إلى نجف القصيدة

في خيال المتعبين ْ،

ها أنا أغلقت بابي و الرؤى

و دفنت كل مواجعي ..

و هوام أحلامي ،

و بات القرض صفصاف

اغترابْ .....!!

في البصــــــــ2009ـــرة