بغداد... يا مجدَ هارونِ
علي محمد السليّم
| جـفـتْ دمـوعـي وما كانت لتشفيني بـغـدادُ مـا قبلت ْ شمس ٌ ثرى وطن ٍ ولا أظـلـت ْ سـمـاء ٌ تـحت أنجُمها أمـا تـعـطرَ ترب ُ الأرضِ من جدث ٍ فـي كـل مـعـركة ٍ كانوا بها صُدُقا ً مـا ذنـبُ بغداد َ أنْ ترضى العلا وطنا والـيـوم َ يـخـذلـكِ العربان ُ ويحهمُ وكـم مـددتِ يـدا ً طـولـى لتنجدهم ولا أعـد ّ جـمـيـلا ً مـن صـنائعكِ لـهـفي عليكِ ..على الأيتام ما صرخوا لـهـفـي عـليكِ ..على أحفادِ معتصم ٍ أرثـيـكِ بغداد ُ ؟ بل أرثي الحياة َ إذا ً فـلـن تـموت َ لعمري من بها بزغت ْ بـغـداد ُيـا ديـمة َ الآمالِ إنْ عطشت فـفـي الـرمـادي لـيوث ٌ قال قائلهمْ فـلـوجـة َ الـنصرِ كم أثلجتِ بي لهبا والـقـائـم ُ الـحـقّ ُ فـيها قائم ٌ وبها وفـي سـمـائـكِ مـد ّ المجد ُ قامته ُ مـا لـي سـوى الآهِ يـا بـغداد معذرةً ومـا صـمـت ّ ُ وأوجـاعي مجلجلة ٌ مـا لـي سـوى الشعرِ يا بغداد معذرة ً أيـا ابـن َ رومِيِّ هل أجدت ْ قصائدكم؟ والـيـوم َ بـغـداد ُ ارضُ العز ّ تلهبها حـتـى الـعـصافير ما عادتْ مغنية ً بـغـداد ُ يـا عـزّة ً قـعساء َ أعشقُها يـا دارة َ الـشـمـس والأفلاكُ مظلمة كـفْـكفْ دموعك َ "عبد َالواحدِ" انهملتْ دمـع ُ الـمـروءةِ أدري إن ّ رُتـبَته ُ وبـشّـرِ الأهـل َ هذا الحق ُّ منتصر ٌ فـإن ْ بـكـيـتـكِ يا بغداد من حزَني وإن بـكـيـتـكَ يـا صـدام ُمـفتقدا ً وإن يـغب ْ وجهك َ الوضاءُ في جدَث ٍ مـثـل التسابيح تسمع ْ في السماءِ أتت ْ بـغـداد إن لـذت ُ بـالأشـعارِ أوقظها وزاحـمـتـنـي قوافي صرت ُ أشعلها فـمـا شـفـت ْ حرقتي والقلبُ منبعُها وإنْ وجـدت ُ بـحـورَ الـشعرِ ظامئة ً ومـا فـؤادي عـلـى العلاتِ ذو جلد ٍ عـيـناكِ بغداد عين ٌ في العراق بكت ْ ولا ألــمَّ بــنــا هـمُّ يـؤرقـنـا دارَ الـسـلامِ سـلامـي الـيومَ يحملهُ لـدجـلـةََ الـخـيرِ ما هبَّ النسيم بها إلـى الـعـراقِ إلـى مـهدِ الأسودِ إلى | وهـل شـفـت ْ شاعرا ً قبلي فيهديني؟ أعـز َّ مـنـكِ ولا أغـلـى لـمشجونِ طـهـرا ً كـطـهرِ شهيد ٍ منك ميمون حـوى عـراقـيْ شهيدا ً يوم تشرين 1 فـي حـربِ مـا سـمِّيَتْ سبعاً وستين والـكـلّ قـد عـشـقوا ديمومة َ الدونِ نـسـر ٌ تـجـرجرُه ُ الغربان ُ للطين وخـنـجـرُ الـغـدرِ منهم جدّ ُ مسنون فـي كـل قـطـر ٍ يد ٌ بيضاء مديونِ عـلـى الأرامـلِ صـارت فوقَ مليون إذ ْ يصلبوا اليوم َ ظلماً صلب َ إفشين 2 كـلا ّ فلن يموت َ لعمري مجد ُ هارون شـمـس ُ الـحـضارة والأمجادِ للدينِ يـا صحوة َ الروح في الأعماق تحييني كـونـوا رمـادا ًهـنـا جند َ الشياطين وكـم كـسـيتِ ابتساما ً وجه َ محزون اُسـد ٌ أحـالـوا هـباءا ً حلْم َ صهيون لـيـنـظـم َ النجمِ شعرا ً في الدواوين فـي الـصـدرِ أنـفـثها أنفاس َ تنين وجـرحـك الـحـي ّ ُ أبواق ٌ تناديني وهـل يـهـاب ُ كـلام ٌ مـثل سِكين؟ تـبـكـي بها بصرة ً سيمت ْ بعادين 3 نـار ٌ تـبـرّدهـا نـار ُ الـبـراكين لـحـن َ الـحـياةِ على غضِّ الأفانين يـا سـيف َ معتصم ٍ يا حلم َ مأمون 4 يـا جـنـة ً عبقتْ من عطرِ دارِين 5 دمـع ٌ لـبـغداد َ....دمع ٌ بالملايين 6 أجـل ُّ قـدرا ً وأسـمـى في النياشين نـصـرا ً أغـر َّ يـباهي نصرَ حطين فـقـد بـكـيت ُ صلاحا ً ناصر َ الدين بـكـيـت ُ عـنـتـرة ً ليث َ الميادين فـإنّ ذكـرَك َ فـيـنـا غير ُ مدفون 7 من جوفِحوت ٍ حوى تسبيح َ ذي النون 8 فـي هـدأة الـليل نبضا ً في شراييني جـمـارَ شـوق ٍ مع الآهاتِ تكويني 9 وقـد سـكـبـت ُ بها روحي وتكويني أسـقـيـتـهـا دمع َ بحر ٍغيرِ ممنون إنـي أظـنـكِ بـعـد َ الـيومِ ترثيني أسـى ً عـلـيـهِ وعـين ٌ في فلسطين إلا ومـنـه بـكِ تـسـع ٌ وتـسـعون دعـاء قـلـب ٍ بـفيضِ الشوق مسكون لـلـصـابـريـن كـما صبرُ النبيين ألـمـاجـدات إلـى شـم ِّ الـعـرانين |
1. يوم تشرين : أي حرب عام 1973 بين العرب واليهود والتي وقعت في شهر تشرين.
2.2. الإفشين أحد قادة الخليفة المعتصم الذي قتل وصلب في عهده .
3. أشير الى رثاء الشاعر ابن الروميّ البصرة بعد ان اعتدى عليها الزنج ودمروها بقصيدة مطلعها
"ذاد عن مقلتي لذيذ المنام.....شغلها عنه بالدموع السجام" )
4. الخليفتان المعتصم والمأمون .
5. دارين بلدة اشتهرت بصناعة العطور .
6. أخاطب الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد في قصيدته التي نسجتُ على بحرها وقافيتها هذه القصيدة
ومطلعها " دمع لبغداد ......دمع بالملايين---------من لي ببغداد أبكيها وتبكيني ".
6. الجدث القبر .
8. اي أنّ الشهيد صدام وإن غيبه الثرى عنا فإن ذكره فينا حيّ , فصورة الشهيد في قبره كصورة سيدنا يونس
ذي النون عليه السلام في بطن الحوت , وذكر الشهيد بيننا كتسبيح ذي النون بين الملائكة التي كانت تسمعه في السماء.
9. تكويني من الكي ّ وتكويني في البيت التالي من التكوين اي الكل ؛ كل ما النفس من مشاعر وإنفعالات .