أرَقٌ وغَرَق
23أيار2009
سامي العامري
أغنية
سامي العامري**
نـاشـدتُـكِ اللهَ أنْ تُـصـغي وعـن سـمـاءٍ إذا مـا أظـلمَتْ حِقَباً وهَـدْهَـدَتْ رئـتـي مـن لهفةٍ سُحُباً كـيـف الـتـقـيـنـا لساعاتٍ وفَرَّقَنا ساءلتِ عن عودتي : كيف انتهتْ ؟ لغتي فـيـمَ اشـتـيـاقُـكِ للهجرانِ ثانيةً ؟ سـهـرانُ لا أبـتـغـي نـومـاً لأنَّكُمُ يـا أنـتِ او أنـتَ , تـرياقاً غدا أَرَقي فـلـو أتـيـتَ عـلى مَتنِ الشذا لترى قـد ذبـتُ قد ذبتُ إذْ لم يبقَ مني سوى وإنْ خَـشـيـتَ بـلاداً لـم تزلْ وَلَهاً أنـا ابـنُ دجـلـةَ مـصهورٌ وبُوتقتي عـنـدي مـصائبُ دهرٍ , في شعائرها نَـظَـمْتُ أسطعَ ما في النفس من شُهُبٍ نَـضـا نـسيمُكِ ما في الريحِ من صَدَأٍ مـالـي حَـسِـبـتُ بأني تاركٌ وطني حـزنُ الـبـساتين كهلٌ عند مَن نظروا هـو الـحـكـيـمُ مُـقيمٌ وسطَ مجلسهِ مـا الضيرُ ؟ فالمُرتجى مياسمُ ارتعشتْ والـنـاس فـي دَعَـةٍ كـانت ستألفُهم لا يَـأخُـذَنَّـكِ شَـكٌّ , تـلـكَ ساحتُنا نـاشـدتُـكِ الضوءَ والضوعَِ اللذَينِ هُما لا تـكـشـفـي الجرحَ او غَنِّ لهُ بِصِباً يـا مَـن يرومُ انشراحاً , سِرْ فقد شَرِقَتْ أنـا ابـنُ دجـلـةَ ما انداحتْ أضالعُها غَـطّـى عـلى مَشرقِ الأورادِ مَغربُها وإنـنـي مـثـلُـكِ المشدوهُ من وطنٍ قـامـتْ عـلـيه مَقاماتُ العصورِ وفي لـكـنْ رهـانـي على عنقاءَ من لهبٍ أعـراقُ شـعـبـيَ تبقى حُصنَ تُربتِها أنـا ابـنُ دجـلـةَ , ألـوانٌ قـلادتُها فـإنْ تَـزُرْهُ يَـلُـحْ مِـن فرط غبطتِهِ وكـلُّ مَـن سـابـقوا مجدَ الفراتِ مَدىً وكـم نُـغـالـي بـصمتٍ حينَ نُنْشِدُهُ إنْ غـبـتُ حيناً عن الأعذاق في وطني حـريـتي الحُبُّ , لو لم يَختضِبْ بدمي حَـسْبي , وقد أَذَّنَ الديكُ البشيرُ ضُحىً , فَـلْـتَـرْتَـدِعْ غُـربتي ما دمتُ أقطعُها | لأحداقيكـي تَـسـمـعي قِصةً عن جيلِ هَـلَّـتْ أهِـلَّـتُـهـا من وحي أوراقي فـهـل رأيـتِ عُـلُـوَّاً رهنَ أعماقِ ؟ داعـي الـوداعِ ولاقـانـا كـسَبّاقِ !؟ أَوجُ انـتـصـارٍ وروحي أَوجُ إخفاقِ ! ومـا احـتوتْ كأسُهُ الأُولى لِتشتاقي !؟ مـا عـدتُـمُ غـيرَ دمعٍ شاءَ إغراقي ! حـيـنـاً وبـعضُ سمومٍ مثلُ ترياقِ ! فـاعْـجَـبْ لِـقَـلبٍ هنا حَيٍّ وخفّاقِ ! بُـقـيـا فتىً فاقتربْ أضمنْ لكَ الباقي ! غَـيـرَى عـليكَ فميلادي هو الواقي ! أمـسٌ , ذراعـاهُ مِـن كِـبْـرٍ وإملاقِ أهـرقـتُ خـمراً وعُمراً أيَّ إهراقِ ! وجِـئـتُـكُـمْ راسِـمـاً جَـنّاتِ خَلاّقِ فـكـان نُـطـقُ الهوى من دونِ إنطاقِ لَـمّـا دخـلـتُ , ودمعي مَشهدٌ راقِ !؟ يـربو على السَّعْفِ , ذو ماضٍ كآفاقِ ! والـنـجـمُ مُـنـتَـثِـرٌ كمِثلِ سُمّاقِ ! بـالـرعـد , بـالوعد تُغري أيَّ توّاقِ كـأنـهـا الـعُـرسُ لولا حشدُ سُرّاقِ ! سـخـطٌ عـلـى مُـثُـلٍ تنمو بأنفاقِ ! غـنـاؤكِ الـثـرُّ مَـرسـى كلِّ أذواقِ حـمـامـةُ الأيكِ لم تبرحْ على الطاقِ ! بـغـدادُ لـيـسَ بِـرِيقٍ بلْ بأسواقِ ! مـوجـاً دعـاكِ ولا مَـنجىً بأطواق ِ! ولـي قـنـاديـلُ مـن صمتٍ وإطراقِ مـا كـان لـولا مـآسـيـهِ بإطلاقِ ! شَـدٍّ ولِـيـنٍ وتـرطـيـبٍ وإحراقِ ! كــأنــه أبـداً دَيـنٌ بـأعـنـاقِ ! حـتـى وإنْ أصـبحتْ أفواجَ أعراق ! مِـن كـلِّ دُرٍّ كـريـم الأصـلِ بَرّاقِ كـأنـه نـاسـكٌ فـي حـال إشـراقِ أصيبوا - مِن قبلِ أنْ يَعدوا - بإرهاقِ ! ومـاؤهُ والـغـوادي رِمْـشُ إبراقِ !؟ وأنـتِ قـربـيَ فـالأقـمـارُ أعذاقي لـكـنـتُ يـا قِـمَـمي أَولى بإشفاقِ ! ضـحـىً دَهـانـي بـلحنٍ عنك دَفّاقِ بـالـحُـبِّ والشِّعرِ حتى مَقْدَمِ الساقي ! | عُشّاقِ
* أوّل رحلتي مع الشعر كانت بداية ثمانينيات القرن الماضي في بغداد وكانت محاولاتي الأولى هي تحديداً في كتابة القصيدة العمودية وبما أني عدتُ قبل شهرين من العراق بعد زيارة هي الأولى منذ 25 عاماً من العيش في المُغترَبات فقد يكفي هذان السببان للتعبير عن بعض هواجسي وأفكاري بإسلوب الشعر العمودي او ربما هناك دوافع لا شعورية أخرى !
** شاعر وكاتب عراقي .
كولونيا – مايس