من معين القلب
23أيار2009
محمد الخليلي
من معين القلب
محمد الخليلي
تقبع فاطمة الزق منذ سنتين في أحد سجون اليهود الملاعين ،هناك حيث ولدت طفلها يوسف وهي مقيدة اليدين والرجلين ، ومن ذلك السجن أرسلت لزوجها وأبنائها هذه الرسالة التي تفيض أسىً وشجونا تحثهم فيها على الصبر والثبات.
إلـيـكـم أ ُحيباب قلبي وسـطـرتـه من نجيع فؤادي أبـشـركـم ياأحيبباب روحي فـمـنـيَ لـو قطـَّعوه وتيني و(يـوسفُ) حِبِّي وليدي جليسي فـمـا ذنب هذا الصبي المليح * * * (لـعـثمانَ) مني رفيف المنى وشـوقـي (لسارة) ملؤ الفؤاد (مـحمد ُ) زوجي عماد الجميع فـكـن لـهـمُ يـامحمد عونا وكـونـي لهم يا(سهيلة ُ) ظئراً (أمـحـمـودُ) أنت التقي النقيّ أخـوك وأخـتـك صـاحبهما وحـافظ على الدرس والاجتهاد نـجـيـع فـؤاديَ دونـكـمُ * * * أبـثّ إلـيـكـم تباريح نفسي فـلا تـسألوني عن الاضطهاد فـقـد نعتوني بأقسى الصفات وكـم بـيَّتوا دون لأي ٍ مراراً فأضربت عن كل أكل وشؤب ٍ وزاديَ مـلـح ومـاء وفـير * * * فـمـن سـجن وغد أثيم زنيم فـلا تـحـزنوا ياأحيباب قلبي وتـلـكـم تـباشير فجر جديد ولا جـرمَ الـوعـد آتٍ قريب ومـهـما اليهود عتوا في البلاد وزُجَّ الـرضـيـع بـمـظلمة وكُـبـلـت الأم عند المخاض وطـال الـحصار وعزَّ الجوار (فـلا بـد لـلـيل أن ينجلي) فـصبر جميل ، وصبر جميل فـإمـا مـمـات لـحق ودين وإمـا حـيـاة بـعـز وجـاه * * * فـيـارب بـارك بـأولادنـا وكـن لـهـمُ يـاإلـهيَ عونا فـأولاديَ الـتـسـعة النجباء فـأكـبـرهم ابن عشرين عاما فـمـحـمـود ُ هذا فتى ألمعي وأصـغـرهم ابن خمس سنين عـلـيه (سليمان ُ) يهفو فؤادي إلـهـيَ أودعـتـهم في حماك فـكـن لـهـمُ يـاإلهيَ ردءاً | كتابيلـقـد صـغته من مداد وشـوقي لكم في ضلوعي مكينْ بـأنـي على العهد مهما يكون فـلـن أسـتكين ولا لن أهون سـجـين رضيع ونعم السجين بـأن زُجَّ في ظلمات السجون؟ * * * ووجـد يـفـيض بنهر الحنين صـداه لدى النفس بوح الأنينْ وفـي الـنائبات الملاذ المعينْ فـأنـت أبـوهـم وأم حـنونْ وخـوضي بصبرك لجَّ الحزون وإنـي لأ ُحـسِن فيك الظنونْ وكـن لـهما المستشار الأمين لـتـغـدوَ من زمرة الناجحينْ وقـلـبـي الفداءُ لكم والعيونْ * * * بـقـلـب معنـَّى وعين هتونْ بـسجن العدو العُتـّل الضغونْ وكـم عرضونى لأعتى الفتونْ لإجـهاض حملي وقتل الجنينْ لأنـجـو مـن كـل كيد دفينْ وآي الـكـتاب الكريم المبينْ * * * أبـثَ الـشـكاة لكم والشجون فـوعـد الإلـه جـلـيّ مبينْ يـلوِّح في الأفق فوق الغصونْ بـدحـر الـصهاينة المعتدينْ وعـاث القرود أذىً في العرينْ بـحـقـد دفـيـن وظلم مهينْ ولاقت من التعذيب أعتى الفنونْ وغـصت بأنقى التقاة السجونْ ولابـد لـلـفـجر ان يستبينْ عـلى الظلم والقهر مرَّ السنينْ فـيـامـرحبا بالأذى والمنونْ فـنـعـمت حياة مع الأكرمينْ * * * ونـجـهـمُ مـن فتون السنينْ بـحـق النبي الرسول الأمينْ نـيـاط الـقلوب ونور العيونْ فـتـى أزهري رؤوف حنونْ وبـرّ وفـي بـأهـل وديـنْ ألا لهف قلبي وصدري الحزينْ لألـثـم خـديـه ثـم الجبين فـأنـت السميع البصير المعينْ تـقـيهم أذى الغاشم المستهينْ | العيونْ