وغدا
وغدا ..!!!
ابن الفرات العراقي
إلى التي قالت متى نلتقي :
وغـداً عـلـى جسرِ الرصافة نلتقي
وقـلائـدي شـعري أصوغُ حروفه
فـأضـمُّ بـالـيُسرى لخصرك تارةً
ونـخـط ُّ في رمل الضفاف حكاية
وأنـا وأنـتِـنـغـيبُ في حُلُمِ اللقا
مـجـنونة خصلات شعرك تحتسي
وأنـامـلٌ أنـبـوبُ طـلٍّ لـونها
سـرحت على الورق النديف رقيقةً
كـم مـرةٍ حـاولـت لمسَ حريقها
وتـفـلـتـتْ مـنـي شظايا رغبةٍ
(يـا شـهـد ) ساعاتي تناشد وقتها
فـأنـا ولـيـلاتـي انتظارُ تشوّقٍ
شـعـري شعوري فيه أرسم لوحتي
سـتـشـيـل أنسام الغروب شفيفة
وتـزورُ بـيـتـك كل أطيار المسا
تـروي حـكـايـانـا لـكل خميلة
ويـجـيـئـنا رمل الضفاف مطيبا
وتـطـيـر كل نوارس الشط التي
* * *
كـونـي بـمـوعـدنـا مثارَ أناقة
فـخـذي ذراعـي والـمسي دقاته
عـرّشـت فـيَّ قـصـيدةً منغومةً
نـامـي بـغـابات العطور توسّدي
شـفـتـاك سـبـحان الذي قد شقها
هـاتـي نـداهـا كي نذوب بلحظة
كـم قـبـلـةٍ زرعَ الهوى مرعوشةٍ
مـلـمـومـتان ..كقطعة من سكر
يـا لـذة سـهـرت بـحـلم دلالها
فُـكّـي غـلالات الدلال ...وفتحي
نـهـداك نـبـعـا لـذة مـحمومة
كـرتـان صـاغ الله عرس جمالها
يـتـقـافزان .كطائري حجل الربا
مـتـنـافـران طـراوة ..مسكونة
(يـا شـهد ) شهدك لم أذقه فطّهري
خـلـي شـفاهي يا كراريس الصبا
ويـدي إلـى لـيـن الـرخام أمدّها
يـا كـنـز أسـرار الجمال ومتعة
جـوعـي أنـا جـوع لـنهد طافر
قـومي ادخلي ..فالليل ميناء الهوى
وتـجـردي فـالـشط مرتعشا غفى
كـفّـي جـمـوحـاً قد أثار توجّعي
أنـا ثـورة الـحـب التي لا تنطفي
سحق اللهيب .ضلوع صدري فاكتوى
* * *
يـا نـهـر أحزاني الذي تجري به
وآمـسـحْ غبارَ الصمت عن أردانها
كـحّـلْ بـزهرِ الطلعِ ليلَ رموشها
لـلـه مـا عـانـى الغريب تشوّفا
غـيـبـي كـتياري ..بكل مفاصلي
دقـي بـكـل وداعـة يـا قـطـةً
لا تـحـفـلي بالشيب خَضَّبَ لمتي
لـيـلـي حنين الذكريات ..وبوحها
شـيـلـي كـتـابـك بلّليه بشهقتي
رشّـي بـأعـطـار التراب مدائني
* * *
يـا حـلـم مزرعة الحبيب سنلتقي
سـخرت كل حروف شعري للهوى
وغـدا تـلـمـلـم كل إتعاب الملا
سـتـكون شاهدنا على عصر البغا
كـونـي لـي الأنـثى التي احتاجها
أنـثـى وتـقـدحني شرارة صمتها
فـانـا تـشرذمني الحروف ..تفلتت
أنـا ذلـك الـلـص الغريب بطبعه
مـتـصـعـلـك في كل وادٍ شاردٌ
وبـكـل رابـيـة أغـازل مـتعباً
دربـي لـمـعـركـة الخلود أسيره
أنـا طـائـر الغبش الذي رحلت به
حـمـلـت مـعي تيار كل مواجعي
أحـتـاجـك الأنثى على سفر الشذا
فـتـهـيـأي فـالصبح لملم خطونا
دقـي عـلـى بابي ..وقولي للدجىفـأبـثُّ مـا لـقـي الفؤاد وما لقي
والـصـدرُ بـيـن مُـزَرَّرٍ ومُفتّقِ
وأعـود مـشـغـوفاً .لثغرك أنتقي
وبـشـاطئ الأحلام يجري زورقي
ويـزيـدُ فـيـك تـوَلُّـهي وتعلقي
مـن خـمر بوحي .. ياشفاه تعمَّقي
شـفّـافـة ٌ لـيـنـاً شفيفُ الزيبق
فـيـهـا آنفلاتُ السحر مبهوراً ثقي
فـتـحـرّقـت روحي بنهر الزنبق
مـن أن أضـمَّـكِ باشتعال تحرّقي
لـو مـرة عـنـد الـشواطئ نلتقي
لـلـقـاك يـا عطري لدي َّ تدفقي
وبـه أتـيـت بـكـل مـالم يُسْبَقِ
أذيـالَ ثـوب بـالـطـراوة فستقي
سـربٌ يـجـيء وآخـر لم يلحَق ِ
وتـشـي إلـى نهر الشذا الأِستبرقي
والـيـك تـرتـحل الجداول فاسْتقِ
عـرفـت بـموعدنا لتقلق .منطقي
* * *
لـيـغـارَ منك الوردُ والعطرُ النقي
قـلـبي .وفي مسرى جراحي حدّقي
وعـلـى غصونِ الليل حُبّا زقزقي
لـيـلـي ..وفـي أحلامه أِِستغرقي
مـبـلـولـتان ..فم الصبا كالبندق
حـرّى، ونـغـرق بـالعبير الريق
عـطـشـا ..وفتّق ما يشاء منسِّقي
أسـتـافـهـا ..فـيـها لهيبي أتقي
روحي، متى صدري بصدرك يلتقي
أكـمـامَ زهـرِ الصبح فيه وأطلقي
حـفـلـت بـأنـواع الدلال الشيّقِ
وعـلـيـه أضـفى من بهاه الأليق
فـي مخمل الصبح الوريف الضيّق
بـجـنـونـهـا ..فتمردي وتعملقي
جـسدي ..بطهرك من دمي فتذوقي
تـلـهـو بـمـيناء الشفاه وتستقي
وأفـك أزرار الـقـمـيص الأزرق
أسـتـار هـذا الصمت حولك مزقي
ولـضـمـة تُـحـيي رماد تحرقي
وعـلى ضفاف الوهم راسك أطبقي
مـمـا رأى.لـشـفـيف ثوبك فتّقي
عـطـش عروقي وألتهاف ٌ صدّقي
شـهـقـاتـها ..والى اللقاء تزوّقي
صـدري بـجـمر توهجي وتشوّقي
* * *
=ـروحـي ..ترفق بالمليحة وآشفق
وآغـسـل مـرايـا وجـهها بتأنّقِ
وآسـمـح إلـى القدّاح يلثم ما بقي
وبـمـا يـعـاني ..يا شوارد حلّقي
وَلِـبَـابِ قـلـبـي بالتغنّج أطرقي
سـرقـت مساراتي ..فتهت بأطرقي
فـانـا الـشـبـاب بقوّتي والرونقِ
لـبـست فساتين الضحى المغرورق
وبـضـوء نار القلب سطرك نمّقي
وعـلـى ثياب الليل عطرك أغدقي
* * *
ويـداك ..تسرح في الندى المترقرق
وبـبـاب حـسنك بالصلاة سنرتقي
وبـكـل حـرف من حروفك وثّقي
وعـلـى زمـان الفوضوية أبصقي
روحـا ..وتـقـبـلني بكل تمزقي
وهـجـا ...فأنزف كالطعين بمأزق
فـي داخـلي ..نار ادكاري المطبق
إن شـئـت لا حـرج عليك فأبرقي
أمـشي ،على عطش العروق لمغبقي
صـمتَ الدجى ..وبكل در ب فيلقي
والـمـوت أغنيتي ..سينسف خندقي
هـذي العواصف في دروب المشرق
وتـكـدسـت كـل الجراح بأطرقي
فـي رحـلـةٍ فـيـها يطول تدفقي
وعـلـى ثياب الليل عطرك أهرقي
إنـا عـلـى أضـواء دجـلة نلتقي