يا شعب غزّة
16آب2014
د. عاطف جميل عوّاد
د. عاطف جميل عوّاد
إلى مجاهدي قطاع غَزَّة الذين يتصدّون بصدورهم العارية ،وإراداتهم التي لاتنكسر، لعملية "الجرف الصّامد" التي تشنّها قوى الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع شهر تموز 2014 .
خَبَّأْتُ حُبَّكَ في قَلْبي وارْسُمْ بِلَونِ الدَّمِ القاني المُضِيءِ لنا واصْلِ الغُزاةَ جَحيمًا إنْ ألَمَّ بِهمْ واشْهَرْ عَزيمَتَكَ الشَّمَّاءَ مَصْيَدَةً فكُلُّ حَبَّةِ رَمْلٍ مِنْ حِماكَ رَعَتْ وَفَوقَ كُلِّ بقايا مَنْزِلٍ خَفَقَتْ تُوحِي بِأنَّ هُنا الأبْطالَ قدْ عَقدُوا والأرضَ قَدْ خَلَعَتْ ثَوبَ الرَّمادِ وما أنَّى التَفَتَّ رَأَتْ عَيناكَ خَفْقَ يَدٍ وثُلَّةً مِنْ مساكِينَ اسْتَبَدَّ بِهِمْ لَمْ يَتْرُكِ البُؤْسُ مِنْهُمْ غَيْرَ مَقْدِرَةٍ وهِمَّةً طَوَّعَتْ كَيْدَ الغُزاةِ على فارْحَلْ بِقَلْبِكَ واتْبَعْ ناظِرَيكَ إلى والْقِ السَّلامَ بإكْبارٍ على " رَفَحٍ" وامْسَحْ جِراحَ شَهيدٍ في العَراءِ قَضى ولِلشُجاعِيّةِ"(1) الدَامي انْتَفِضْ غَضَبًا لَكِنَّ مَهْرَ دِماهُمْ بِالغُزَاةِ جَرى وعُجْ على "بَيتِ حانُونٍ" وضُمَّ بِها وإنْ وَصَلْتَ إلى شاطِي القِطاعِ فَخُذْ تَضُمُّ أرْبَعَةً مِنْ أهْلِها صُرِعُوا أَهْوى عَليهِمْ أعاديهِمْ بِقُنبُلَةٍ والمَوجُ مِنْ دَمِهِمْ قَدْ باتَ مُصْطَبِغًا يَلْحو زمانًا بِهِ ضاعَ الضَّميرُ صَدًى فاشْدُدْ على قَبَضاتِ السَّاهرينَ على فَهُمْ رِجالٌ إلى ساحِ الجِهادِ مَضَوا عِنْدَ الشَّواطئِ، في الأحياء، تَحْسَبُهُمْ مِنْ باطِنِ الأرضِ كالبُركانِ قدْ خَرَجُوا يُلْقُونَ عَصْفَةَ رُعْبٍ تَلتَظِي حِمَمًا مِنْ عَالَمِ الغَيْبِ يَأْتُونَ الوَغى عُصَبًا وَيَقْذِفُونَ " صَواريخَ" الرَّدى غَضَبًا فلِلْغِرادِ (2) زَعِيقٌ مُرْعِبٌ، وصَدًى وللمُذِلِّ القِوى " القَسَّامِ" دَمْدَمَةٌ يُوَزِّعُ المَوتَ في الأَرْجاءِ مُقْتَفِيًا قَدْ ظَلَّلَتْهٌ " أبابِيْلٌ "(3) بِأجْنِحَةٍ فَكلُّ أرْضِ العِدى باتَتْ مُحاصَرَةً قَدْ أَقْفَرَتْ حِينَ لَمْ يُبْقِ الحَريقُ لها وصافِراتٍ بِهَوْلِ الصُّوْرِ إنْ نُفِخَتْ فَشاهِقاتُ المباني قَدْ غَدَتْ خِرَبًا كَأنَّما عَاصِمَةُ المُحْتَلِّ قَدْ هُدِمَتْ فَيا قِلاعَ التصَدِّي في القِطاعِ خُذُوا وابْكُوا على عَرَبٍ ضَلَّتْ بَنادِقُهُمْ يَسْعَونَ في فِتَنٍ تُخْزِي ، وإنْ طُلِبُوا واسْتَطْيَبُوا العَارَ يَطْلُونَ الوُجُوهَ مَتى ويَا أُسُودَ الوَغى في "غَزَّةَ" انْتَقِمُوا فالعَيْنُ تَرْنُو إلَيكُمْ ، تَرْتَجِي أمَلاً فامْضُوا فَدَتْكُمْ شُعُوبُ العُرْبِ صارِخَةً هَذي ذُرى المَجْدِ قَدْ مَدَّتْ لَكُمْ سُبُلاً فاحْيَوا كِرامًا، وإلاَّ اسْتَرْخِصُوا مُهَجًا فالخَصْمُ أوْهنُ مِنَ خَيْطٍ على حَجَرٍ | وأشْفارييا شَعْبَ "غَزَّةَ "، فالبَسْ وَهْجَ دَرْبَ الجِهادِ ،فنمشيها بإصْرارِ لَمْ يُبْقِ مِنْهُم على دَارٍ وَدَيَّارِ لِلْغاصِبِينَ، ووَاصِلْ زَحْفَكَ السَّاري حُرًّا شَهيدًا مَضَى في رَكْبِ أبرارِ راياتُ نَصْرٍ نُحَيِّيها بِإكْبارِ عُرْسَ الشَّهادَةِ واسْتَلْقَوا على النَّارِ ذَلَّتْ لِغَازٍ ، ولا استَخْذَتْ لِجَبَّارِ تَعْلُو بِشَارَةِ نَصْرٍ فوقَ أحْجَارِ فَقْرٌ وَجُوعٌ ، وَقَدْ أُلْقُوا لأقْدارِ عَلَى الصُّمُودِ تَخَطَّتْ كُلَّ مِعْيارِ حُلْمٍ بِكَسْرِ حِصارٍ مُزْمِنٍ ضارِ ساحاتِ " غَزَّةَ "، واغمُرْها بِإيثار واشْهَدْ ملاحِمَ أبْطالٍ وَثُوَّارِ ب" خانِ يُونُسَ " بَيْنَ المَجْدِ والغَارِ لِفِتْيَةٍ سُفِحُوا مِنْ غَيْرِ أوْزارِ قَتْلاً وَأَسْرًا وإيقاعًا بِأَشْرارِ طِفْلاً تَلَفَّتَ مِنْ ذُعْرٍ وأخْطارِ بِكَفِّ أُمٍّ جَثَتْ تَبْكِي بإكْثارِ وما أنافُوا على وَرْدٍ بأعْمارِ فَمَزَّقَتْهُمْ إلى أشْلاءِ أقْمارِ بالأُرْجوانِ ، عَلَيهِ بَعْضُ أطْمارِ في غَفْوةِ العُرْبِ، لا حامٍ بِهِمْ دَارِ ثُغُورِ "غزَّةَ " ، واذْكُرْهُمْ بِأَخْبارِ نَحْو الشَّهادَةِ ، في شَوقٍ إلى الباري أشْباحَ لَيْلٍ ، وما لاحُوا لأَبْصارِ يُباغِتُونَ العِدى مِنْ بُعْدِ أمْتارِ تَحْدو الغُزاةَ على مَوتٍ وإدْبارِ تَلْقى الحَدِيدَ بِصَدْرٍ ثابِتٍ عَارِ على بِلادِ العِدى تَهْوي كأمْطارِ كالرَّعْدِ يُودي بِأعْمارٍ وإعْمارِ تَعْلُو كَصَاعِقَةِ دَوَّتْ بِأَسْحَارِ عَصْفَ " البُراقِ " بِأَمْواتٍ وأَضْرارِ تَرمي الغُزاةَ ب" سِجِّيْلِ" اللّظى الواري بالمَوتِ والنَّارِ في زَلْزَالِها الجَاري غَيْرَ الدُّخَانِ يُغَطِّيها بِأَسْتارِ لاذَ اليَهُودُ مِنَ الآتي بأوكارِ يَعْلُو إلى الجَوِّ مِنها قَذْفُ أَحْجارِ في عَصْرِ بابِلَ أو دُكَّتْ بِإعْصارِ مِنَّا الدِّمَاءَ ، وخُوضُوا كُلَّ مِضْمارِ عَمَّا دَهاكُمْ ، وَكادَ الجارُ لِلْجارِ لِدَفْعِ غَازٍ تَوارَوا خَلْفَ أعْذَارِ حَقَّ الجِهادُ بِلَونِ الخِزْيِ والقَارِ مِنَ الأعادي بِأَسْنانٍ وأظْفارِ في رَفْعِ أُمَّتِكُمْ مِنْ وَهْدَةِ العارِ مِنْ كُلِّ حَنْجَرَةٍ : هُبُّوا إلى الثَّارِ فَلْتَرْتَقُوها بِقَلْبٍ مُخْلِصٍ بَارِ فِدى " فلسطينَ"، واحْمُوها بِأَشْفارِ مِنْ عًنْكَبُوتٍ، أمَامَ الرِّيحِ والنَّار | أشعاري
([1] ) إشارة إلى حيٍّ الشجاعيّة في غزّة الذي قصفه الصهاينة بعنف ، واقترفوا فيه مجزرة بحقّ المدنيين والأطفال ، خلّفت حوالى ستين قتيلاً ، لكنّ فصائل المقاومة الفلسطينية سرعان ما اقتصّت من الغُزاة بقتل ثمانية عشر جنديًّا إسرائيليًّا ، وأسر جنديّ .
([2] ) نموذج من الصواريخ التي كانت المقاومة الفلسطينيّة تمطر بها المدن الإسرائيلية ، ومنها :غراد، بُراق ، والقسَّام ....
([3] ) إشارة إلى طائرة " أبابيل " التي أطلقتها قوى المقاومة في قطاع غزّة كواحدة من المفاجآت التي وعدت بها الغزاة الطامعين.