فارس الأنفاق
بوعلام دخيسي /المغرب
[email protected]امْخُرْ تراب الأرض واكسِرْ صخرَها
لا لستُ أعني من عنيتَ فكلهــمْ
اعبرْ حدودا لا يُعَرِّفُها الثرى
وافسِخْ جـِـوارا لا يُعَدُّ لجَنــَّةٍ
ابدأ بخادمها وسَادِنِها ومَـنْ
واعبُرْ على الآبار جَفِّفْها فلمْ
اعبَثْ بشيخ لا رعية حوله
واعبر على الفرعونِ عَطّـِرْ قَبره
يا فارس الأنفاق عِرضُك عِرضُنا
إن كان للغزو الفضاءُ فللحِمى
لمّا سقيناها الدماء تضوعت
أمٌّ تقول، وقد رأيتُ بناظري
وسمعتُ أن عقيقة قد أعلِنت
سترى دموعا في عيون لمْ تذقْ
سترى ذواتا لن ترى الإنسان في
اسكبْ عليها مِن لظاك لتكتوي
الأرض تلفِظها وتلفِظ دمعها
اخسف بناقلة وحافرة وما
وإذا ظفرت بمن أسرت فقل له
الأرض تحضنني لحُبي حضنها
بالأمس أعطتني حجارتها وها
لما ضجِرت بمن يحلـِّق فوقها
والحمد لله اعتليت ثنيتيواخرجْ على باغٍ يضاجعُ ظهرها
يا فارس الأنفاق يَهتك ستـرها
وارمِ الذي باع العروس ومهرَها
واقلعْ جذورا لا تقاوم حَفـرها
يحمي المدينة أنْ تُحرر شبرها
تُغذقْ على الأوطان إلا فقرَها
والأرضُ أصغر أن توَفـِّر قَصْرها
قد كان أرحمَ، لمْ يُعَقِّرْ مِصرها
والأرضُ أرضـك خُذْ وطهِّرْ عُهرها
أرض تقدِّر للضرورة قدْرها
دُررا من الأزهار تنثر عطرها
معنى الأمومةِ حين أوفت نذرها
هلاّ أتيتَ معي نعاين عَقرها
للأرض طَعما فلـْتـُجَرَّعْ مُرَّها
ظُلل من الأشباح تُسكر سُكرها
مما اكتويتَ ولا تشيّدْ قبرها
فاربأْ بنفسك أن تغاليَ سِعرها
ألفيتَ من حَطب يسَعِّر جمرها
الأرض مُلهمتي أتَذْكُرُ أسْرها
هي وحدها من أورثتني سِرها
هي ذي تطاوعني لأسبر غورها
اْستأجرت بالشهداء أخطب فخرها
لما حفرت الأرض أسأل بدرها