قصة .. قمر
أغيد الطباع
بسم الله الرحمن الرحيم
( و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرحٌ فقد مسَّ القومَ قرحٌ مِّثلهُ و تلك الأيامُ نداولها بينَ النَّاس و ليعلَمَ الله الذينَ أمنوا و يتَّخذَ منكم شُهداءَ و الله لا يُحبُ الظالمينَ * و ليُمَحِّصَ الله الذينَ أمنوا و يمحَقَ الكافرينَ * أم حسبتم أن تدخلوا الجَنَّةَ و لمَّا يعلمِ الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرينَ * )
إهداء إلى كل داعية إلى الله على بصيرة
لي صاحبٌ يهوى السهرْ
ويضيءُ في عَتمِ الليالي
كالقَمرْ
قد نامَ جُلُّ الناسِ
لكن صاحبي يأبى ينامُ
فصاحبي مِثلُ
القَمرْ
و يقولُ لي :
أأخيَّ
ما أحلى المنامَ
إذا أتى بعدَ السهرْ
عاتبتهُ يوماً
و قلتُ محذراً :
يا صاحبي ......
ما نفعُ نورِكَ
و الظلامُ قد انتَشرْ
و الليلُ أمسى سيداً
و الظلمُ يفتِكُ بالبشرْ
فأجابني
و الشوقُ في عينيهِ
ينطِقُ بالخبرْ
أأخيَّ
لو شاءَ العظيمُ
لكانَ صبحاً مستمرْ
لكنَّ ربَّ الكونِ
قد خلقَ الظلامَ
لكي يضيءَ بهِ
القَمرْ
و لكي
يُعربِدَ ظالمٌ
و لكي
يكافِئَ من صبرْ
أأخيَّ
لا تأسى عليَّ
فإنني
ليَ مسكنٌ .....
أسعى إليهِ
بلا خَوَرْ
و مضى صديقي
يزرعُ الأنوارَ
في صَدرِالظلامِ
يُنبِهُ الغافينَ
لا يخشى الخطرْ
و أتى زمانٌ
زادت الأقمارُ فيهِ
و زادَ
من يهوى السهرْ
و مضيتُ
أبحثُ عنهُ
في كَبدِ السماءِ
فلم أجدهُ
و في عيونِ الناسِ
لكن
لا أثرْ
قالوا :
جنودُ الليلِ
أعياهم ... فأخفَوهُ
و قِيلَ
قد انتحرْ
قالوا :
دُعاةُ النومِ
أيقظَهم ..... فغطوهُ
و قالوا
قَد كَفرْ
لكنَّ
مَن عرفوا الحقيقةَ خبروا
قالوا :
طوتهُ الشَمسُ
في أعطافها
حُباً .........
و ذُخراً ....
للصباحِ المُنتَظَرْ
لي صاحبٌ يهوى السهر ..