نشيج الضلال
شريف قاسم
(( هي ــ والله ــ قصة واقعية لأحد أبناء حيِّنا ، نشأ كما نشأنا على مائدة الفطرة الطاهرة ، وأصبحنا معلمين ، وكبر نطاق التعارف والمرافقة إن كان في الخير أو في سوء ،،، وانجرف هذا { ال... } مع رفقة السوء ، فأضاع رشده بين الحانات والشهوات والضلالات ، وعاد إلى أسرته الغافلة !!من إحدى سهراته ذات ليلة يتمايل من شدة السُّكرو{ العر...} ، ودخل بيت الخلاء ، فسقط فيه وقد فقد وعيه ، وحُمل لإسعافه ، ولكن الموت كان الأقرب ، فدُفن في اليوم التالي في جنازة صاخبة من محبيه الذين كانوا معه في تلك الليلة ، ونام الناس ، ونمتُ فإذ بي أرى في الرؤيا مالم تره عيني في دنياي ، دخان يتصاعد في السماء على مايشبه الأمواج مع لهيب النار ، ورأيت الملائكة على باب مدخل مهيب مرعب ، يجرون هذا الذي مات أمس وهويصرخ وينادي : ياليتني لم أترككم ... ليتني عشت معكم ... فتلفتُ حولي فرأيت عددا من إخواني ومن أبناء الحيِّ الذي نعيشُ فيه ينظرون بأسف وحزن وحسرة ، وأمسك بي أحد الإخوة وهو في حالة من الدهشة ، فاستيقظتُ فزعا ... تعوذت بالله من الشيطان الرجيم . وفي الصباح طرق عليَّ الباب ذلك الأخ الذي أمسك بيدي في المنام ، وفتحت له الباب وسلم ، وعلى وجهه علامات مارأيتها عليه من قبل .قلت: أهلا وسهلا حيَّاك الله ، تفضل . فقال : جئت لأقص عليك رؤيا رأيتُها هذه الليلة ، فوجمتُ ، وقلت : خيرا إن شاء الله . وإذْ به يقص نفس ما رأيت . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ... ))
ذهـبـتَ فـذكـرُكَ في يـقـيِّـدُ كـفَّـيـكَ حبلُ الذنوب وتـلـك الـليالي الحِسانِ انطوتْ نـشـأتَ عـلـى وارفاتِ الهدى تـغـرِّدُ كـالـبـلـبلِ المستهام فـجـرَّتْـكَ مـن روضِـه لـفتةٌ وسـاقـكَ غـيُّ الـضياعِ المقيت نـبـذْتَ الـهدى ، ودفنتَ الضياء ولان لـظـهـرِك دفءُ السَّراب يـمـرُّ الـجـديـدانِ في مقلتيك ومـا اتَّـعـظـتْ نفسُك المشتراة ألـمـ تـرَ كـيف يسوقُ الحِمام فـكـم جـاءَهـم بـغتةً واستباح يـدُ الـمـوتِ طـالتْ ، وأهوالُها رويـدكَ يـاسـادرًا فـي الضلال تـعـيـشُ عـلى ترفِ الأشقياء ولـم تـكُ نـفـسُـكَ في حانِهم فـحـمَّـلـتَـهـا عبءَ إثمٍ ثقيل * * * عـجـبْـتُ لـقلبٍ تعامى ضُحىً وألـقـى بـديـجـورِ ذاك العمى ومـا هـابَ قـارعـةً مـن لَدُنْ يـطـيـقُ النَّوى عن نعيمِ الأمان فـأسـلـمَ عـمـرًا بأيدي الجناة تـشـبَّـثَ بـالـغيِّ بئس السبيل أمـا إنـه مـرَّغَ الـعـنـفـوان وفـي حـانـةِ العارِ ماتَ السُّمُوُّ تـهـالـكَ فـي مـقـعدٍ ممسكًا ومـا مـلـك افـخرَ ، واستمرأتْ ونـالَ الـهـوانَ عـلـى زفـرةٍ ومـاتَ وفـي حـلـقِـه غـصَّةٌ وأسـنـدَ فـي الـقبرِ رأسًا طمتْ وغــادره الأهـلُ والأقـربـون وخِـلاَّنُ لـيـلٍ ، وهـل ينفعون تـنـاسـوه حـين أهالوا التراب فـمَـنْ تـابَ مـنهم فنعمَ الهدى ويـصـفـحُ عـنـهم فربي كريم ومَـنْ لـجَّ فـي غـيِّـه جـاحدًا جـهـنَّـمُ فـيـهـا العذاب الأليم ومـا كـان جـمعُ الهوى معجزًا إذا صـفـعَ الـمـوتُ وجهَ العتاة فـلـن يـنـفعَ المالُ والصَّولجان جـهـنَّـمُ دارُ الـشـقاءِ البئيس وفـي قـعـرِها زادُ أهلِ الضلال سـرادقُـهـا حـولـهم جمرُ نار وكـان الـعـذابُ لهم في الخلود فـقـد شـبـعوا من حرام الحياة وطـابـت لـهم شهواتُ النفوس ومـا مُـدَّةُ الـعـمـرِ إلا القليل * * * ومَـنْ لـم يـذقْ من رحيقِ اليقين ومـا أكـرمَ الـعـمرَ بالصَّالحات ولـو عـلـمـوا ماوراء الغيوب ولـكـنَّـه الـزخرف المستطاب طـوى صُحُفَ البِـرِّ حتى استقى وعـاشَ الـحـيـاةَ بـغيرِ فؤاد يـسـبـحُ لـلـهِ هـذا الـوجود فـيـاويـلَ مَنْ ماتَ قبلَ المتاب فـشـمِّـرْ أخـا النُّورِ عن ساعدٍ يُـنـالُ الـهـنـا بالتُّقى والوفاء ومَـنْ رامَ قـربًـا بأعلى الجِنان ألا فَـلْـيَـقُـمْ مـؤمـنا صالحا ألا ولْـيـردِّدْ بـجـوفِ الـدُّجى ألا ولْـيـعـشْ مـؤثـرًا للهدى | الهالكينْوأمسيتَ في القبر ـ ويكَ ـ رهينْ وتـومـئُ بـالـوجـلِ المستبينْ ومـا اتـسـقَ العمرُ في المهتدينْ بـحـيٍّ بـنـوه مـن الـمؤمنينْ بـحـقـلِ التُّقى والطريقِ الأمينْ إلـى رفـقـةِ الـعبثِ المستهينْ إلـى سـوءِ فـعلٍ ، فبئس القرينْ بـمـلـهـى الأسافلِ والجاحدينْ وغـرَّك مَـنـ فـيـه لايعلمونْ ولـم تـهـمـيا من ضياعٍ مشينْ بـسـوقِ اقـتـدائِك بالغافلينْ !! حـوالـيكَ خاقًا لوادي المنونْ !! بـأمـرِ الإلـهِ حمى المترفينْ !! عـلـى الناسِ مؤصدةٌ لو تبين !! أمـا أنـقضَ الظَّهرَ حملٌ مهينْ !! وتـقـتـل روحَـك في كلِّ حينْ مـبـرأةً مـن فـسـادِ الـظنونْ أنـفـسُـكَ فـيـك عـدوٌّ مبينْ * * * عـن الـنُّـور يـملأُ وجهَ اليقينْ جـمـالَ الـهـدايـةِ عبرَ السنينْ إلـهِ الـسـمـاواتِ مُفني القرونْ ولـيـس يطيقُ امتهانَ الخدينْ !! وأشـرعَ يـعـدو مـع الحاقدينْ ولـجَّ فـسـادًا كـمـا يـعملونْ وأطـبـقَ بـالـوهـمِ سفرًا ثمينْ وروادُهـا الـلـيـلَ لايـفترونْ بـأطـرافِ قـهـقـهـةِ العابثينْ يـداه الـمـنـى في حنايا القرونْ بـهـا الـتـطمتْ نفسُه في أُتونْ تـتـمـتـمُ ويـلَ ضلالِ السنينْ عـلـيـه دجـى عثراتُ السنينْ فـذاك كـئـيـبٌ ، وهـذا حزينْ وكـيـفَ !! وهم لم يُرَوا يعقلونْ وبـاتَ الـفـقـيـدُ الكبيرُ سجينْ يـيـسِّـرُه اللهُ لـلـصَّـادقـينْ وغـفـرانُـه يـشـمـلُ التائبينْ يـذقْـهُ الإلـهُ الـعـذابَ المهينْ ومـأوى الأسـافـلِ والـظالمينْ وإن كـانَ أكـثـرُهـم مجرمينْ وكـانـوا على الأرضِ مستكبرينْ ولـن يـنـجيَ الجاهُ مَنْ يعمهونْ لـكـلِّ الـجـنـاةِ إذا يُـسحبونْ ضـريـعٌ ومُـهلٌ ، ولا يُنظَرونْ وأطـبـاقُـهـا وهـجٌ لو يرونْ جـزاءً وِفـاقًـا لِـمـا يصنعونْ وبـالـديـن والـبعثِ يستهزئونْ فـلـم يـسـتبينوا الضياءَ المبينْ فـطـوبـى وبشرى لِمَـنْ يتقونْ * * * تـولَّـى شـقـيًّـا مع الخاسرينْ ومـا أعـذبَ الـلـيـلَ للذاكرينْ لـما طابَ في الصدرِ حبلُ الوتينْ ووسـوسـةُ الإثـمِ فـي اللاهثينْ شـقـيُّ الـحـياةِ سرابَ المجونْ ولـم يـفـقه العيشَ في العالمينْ ويـسـجـدُ لـلـهِ فـي كلِّ حينْ وأدركَ فـي مـوتِـه الـمسنتينْ وشـيِّـدْ قـصـورَك في الخالدينْ ويـربـحُ فـي سوقِها المخلصونْ بـظـلِّ الإلـهِ جـوار الأمـيـنْ ألا ولْـيَـثـقْ بـغـدِ الصالحينْ مـثـانـيَ عـزَّ بـهـا الأولونْ فـنـعـمَ الـزراعـةُ والزارعينْ |