نشيج الضلال

شريف قاسم

[email protected]

(( هي ــ والله ــ قصة واقعية لأحد أبناء حيِّنا ، نشأ كما نشأنا على مائدة الفطرة الطاهرة ، وأصبحنا معلمين ، وكبر نطاق التعارف والمرافقة إن كان في الخير أو في سوء ،،، وانجرف هذا { ال... } مع رفقة السوء ، فأضاع رشده بين الحانات والشهوات والضلالات ، وعاد إلى أسرته الغافلة !!من إحدى سهراته ذات ليلة يتمايل من شدة السُّكرو{ العر...} ، ودخل بيت الخلاء ، فسقط فيه وقد فقد وعيه ، وحُمل لإسعافه ، ولكن الموت كان الأقرب ، فدُفن في اليوم التالي في جنازة صاخبة من محبيه الذين كانوا معه في تلك الليلة ، ونام الناس ، ونمتُ فإذ بي أرى في الرؤيا مالم تره عيني في دنياي ، دخان يتصاعد في السماء على مايشبه الأمواج مع لهيب النار ، ورأيت الملائكة على باب مدخل مهيب مرعب ، يجرون هذا الذي مات أمس وهويصرخ وينادي : ياليتني لم أترككم ... ليتني عشت معكم ... فتلفتُ حولي فرأيت عددا من إخواني ومن أبناء الحيِّ الذي نعيشُ فيه ينظرون بأسف وحزن وحسرة ، وأمسك بي أحد الإخوة وهو في حالة من الدهشة  ، فاستيقظتُ فزعا ... تعوذت بالله من الشيطان الرجيم . وفي الصباح طرق عليَّ الباب ذلك الأخ الذي أمسك بيدي في المنام ، وفتحت له الباب وسلم ، وعلى وجهه علامات مارأيتها عليه من قبل .قلت: أهلا وسهلا حيَّاك الله ، تفضل . فقال : جئت لأقص عليك رؤيا رأيتُها هذه الليلة ، فوجمتُ ، وقلت : خيرا إن شاء الله . وإذْ به يقص نفس ما رأيت . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ... ))

ذهـبـتَ  فـذكـرُكَ في iiالهالكينْ
يـقـيِّـدُ كـفَّـيـكَ حبلُ iiالذنوب
وتـلـك  الـليالي الحِسانِ انطوتْ
نـشـأتَ  عـلـى وارفاتِ iiالهدى
تـغـرِّدُ  كـالـبـلـبلِ iiالمستهام
فـجـرَّتْـكَ مـن روضِـه لـفتةٌ
وسـاقـكَ غـيُّ الـضياعِ iiالمقيت
نـبـذْتَ الـهدى ، ودفنتَ الضياء
ولان  لـظـهـرِك دفءُ iiالسَّراب
يـمـرُّ  الـجـديـدانِ في iiمقلتيك
ومـا اتَّـعـظـتْ نفسُك iiالمشتراة
ألـمـ  تـرَ كـيف يسوقُ iiالحِمام
فـكـم جـاءَهـم بـغتةً iiواستباح
يـدُ الـمـوتِ طـالتْ ، iiوأهوالُها
رويـدكَ يـاسـادرًا فـي الضلال
تـعـيـشُ  عـلى ترفِ iiالأشقياء
ولـم  تـكُ نـفـسُـكَ في iiحانِهم
فـحـمَّـلـتَـهـا عبءَ إثمٍ iiثقيل
*               *              ii*
عـجـبْـتُ لـقلبٍ تعامى iiضُحىً
وألـقـى بـديـجـورِ ذاك iiالعمى
ومـا  هـابَ قـارعـةً مـن لَدُنْ
يـطـيـقُ النَّوى عن نعيمِ iiالأمان
فـأسـلـمَ  عـمـرًا بأيدي iiالجناة
تـشـبَّـثَ بـالـغيِّ بئس iiالسبيل
أمـا إنـه مـرَّغَ iiالـعـنـفـوان
وفـي  حـانـةِ العارِ  ماتَ السُّمُوُّ
تـهـالـكَ  فـي مـقـعدٍ iiممسكًا
ومـا مـلـك افـخرَ ، واستمرأتْ
ونـالَ الـهـوانَ عـلـى iiزفـرةٍ
ومـاتَ وفـي حـلـقِـه iiغـصَّةٌ
وأسـنـدَ فـي الـقبرِ رأسًا iiطمتْ
وغــادره الأهـلُ iiوالأقـربـون
وخِـلاَّنُ لـيـلٍ ، وهـل iiينفعون
تـنـاسـوه  حـين أهالوا iiالتراب
فـمَـنْ  تـابَ مـنهم فنعمَ iiالهدى
ويـصـفـحُ عـنـهم فربي iiكريم
ومَـنْ لـجَّ فـي غـيِّـه iiجـاحدًا
جـهـنَّـمُ فـيـهـا العذاب iiالأليم
ومـا  كـان جـمعُ الهوى iiمعجزًا
إذا صـفـعَ الـمـوتُ وجهَ iiالعتاة
فـلـن يـنـفعَ المالُ iiوالصَّولجان
جـهـنَّـمُ  دارُ الـشـقاءِ iiالبئيس
وفـي قـعـرِها زادُ أهلِ iiالضلال
سـرادقُـهـا  حـولـهم جمرُ نار
وكـان  الـعـذابُ لهم في iiالخلود
فـقـد  شـبـعوا من حرام iiالحياة
وطـابـت  لـهم شهواتُ iiالنفوس
ومـا  مُـدَّةُ الـعـمـرِ إلا iiالقليل
*               *              ii*
ومَـنْ لـم يـذقْ من رحيقِ اليقين
ومـا أكـرمَ الـعـمرَ iiبالصَّالحات
ولـو  عـلـمـوا ماوراء iiالغيوب
ولـكـنَّـه  الـزخرف iiالمستطاب
طـوى صُحُفَ البِـرِّ حتى iiاستقى
وعـاشَ  الـحـيـاةَ بـغيرِ iiفؤاد
يـسـبـحُ لـلـهِ هـذا iiالـوجود
فـيـاويـلَ  مَنْ ماتَ قبلَ iiالمتاب
فـشـمِّـرْ  أخـا النُّورِ عن iiساعدٍ
يُـنـالُ  الـهـنـا بالتُّقى iiوالوفاء
ومَـنْ  رامَ قـربًـا بأعلى iiالجِنان
ألا  فَـلْـيَـقُـمْ مـؤمـنا iiصالحا
ألا ولْـيـردِّدْ بـجـوفِ iiالـدُّجى
ألا  ولْـيـعـشْ مـؤثـرًا iiللهدى
































































وأمسيتَ في القبر ـ ويكَ ـ رهينْ
وتـومـئُ  بـالـوجـلِ المستبينْ
ومـا اتـسـقَ العمرُ في iiالمهتدينْ
بـحـيٍّ بـنـوه مـن iiالـمؤمنينْ
بـحـقـلِ  التُّقى والطريقِ iiالأمينْ
إلـى  رفـقـةِ الـعبثِ iiالمستهينْ
إلـى سـوءِ فـعلٍ ، فبئس iiالقرينْ
بـمـلـهـى  الأسافلِ iiوالجاحدينْ
وغـرَّك  مَـنـ  فـيـه لايعلمونْ
ولـم  تـهـمـيا من ضياعٍ مشينْ
بـسـوقِ  اقـتـدائِك بالغافلينْ ii!!
حـوالـيكَ  خاقًا لوادي المنونْ ii!!
بـأمـرِ  الإلـهِ حمى المترفينْ ii!!
عـلـى الناسِ مؤصدةٌ لو تبين ii!!
أمـا أنـقضَ الظَّهرَ حملٌ مهينْ ii!!
وتـقـتـل  روحَـك في كلِّ iiحينْ
مـبـرأةً مـن فـسـادِ iiالـظنونْ
أنـفـسُـكَ  فـيـك عـدوٌّ iiمبينْ
*               *              ii*
عـن الـنُّـور يـملأُ وجهَ iiاليقينْ
جـمـالَ الـهـدايـةِ عبرَ السنينْ
إلـهِ الـسـمـاواتِ مُفني iiالقرونْ
ولـيـس  يطيقُ امتهانَ الخدينْ ii!!
وأشـرعَ  يـعـدو مـع iiالحاقدينْ
ولـجَّ  فـسـادًا كـمـا iiيـعملونْ
وأطـبـقَ بـالـوهـمِ سفرًا ثمينْ
وروادُهـا  الـلـيـلَ iiلايـفترونْ
بـأطـرافِ قـهـقـهـةِ iiالعابثينْ
يـداه الـمـنـى في حنايا iiالقرونْ
بـهـا الـتـطمتْ نفسُه في iiأُتونْ
تـتـمـتـمُ ويـلَ ضلالِ iiالسنينْ
عـلـيـه  دجـى عثراتُ iiالسنينْ
فـذاك كـئـيـبٌ ، وهـذا حزينْ
وكـيـفَ  !! وهم لم يُرَوا iiيعقلونْ
وبـاتَ الـفـقـيـدُ الكبيرُ iiسجينْ
يـيـسِّـرُه  اللهُ iiلـلـصَّـادقـينْ
وغـفـرانُـه يـشـمـلُ iiالتائبينْ
يـذقْـهُ  الإلـهُ الـعـذابَ المهينْ
ومـأوى  الأسـافـلِ iiوالـظالمينْ
وإن  كـانَ أكـثـرُهـم iiمجرمينْ
وكـانـوا على الأرضِ iiمستكبرينْ
ولـن  يـنـجيَ الجاهُ مَنْ iiيعمهونْ
لـكـلِّ الـجـنـاةِ إذا iiيُـسحبونْ
ضـريـعٌ ومُـهلٌ ، ولا iiيُنظَرونْ
وأطـبـاقُـهـا  وهـجٌ لو iiيرونْ
جـزاءً  وِفـاقًـا لِـمـا iiيصنعونْ
وبـالـديـن والـبعثِ iiيستهزئونْ
فـلـم يـسـتبينوا الضياءَ iiالمبينْ
فـطـوبـى وبشرى لِمَـنْ iiيتقونْ
*               *              ii*
تـولَّـى  شـقـيًّـا مع الخاسرينْ
ومـا أعـذبَ الـلـيـلَ iiللذاكرينْ
لـما  طابَ في الصدرِ حبلُ الوتينْ
ووسـوسـةُ الإثـمِ فـي iiاللاهثينْ
شـقـيُّ الـحـياةِ سرابَ iiالمجونْ
ولـم  يـفـقه العيشَ في iiالعالمينْ
ويـسـجـدُ لـلـهِ فـي كلِّ حينْ
وأدركَ  فـي مـوتِـه iiالـمسنتينْ
وشـيِّـدْ قـصـورَك في iiالخالدينْ
ويـربـحُ فـي سوقِها iiالمخلصونْ
بـظـلِّ الإلـهِ جـوار الأمـيـنْ
ألا  ولْـيَـثـقْ بـغـدِ iiالصالحينْ
مـثـانـيَ  عـزَّ بـهـا iiالأولونْ
فـنـعـمَ الـزراعـةُ iiوالزارعينْ