وسائدُ الليلِ لا تقوى، لتحملني= وفي يديكِ سريرُ النورِ يحضنني
عيناكِ أمّي غدي جرحي دمي شجني،= والسرُّ في وجعِ النسيانِ يوقظني
الروحُ عاشقةٌ ليلى بلا سببٍ،= ليلى البراءةُ في الإخلاصِ تملكني
تلكَ الرسالةُ في الأقفاصِ نكتبُها،=تحتَ الركامِ على الأنقاضِ والزمنِ
أرضي بساطٌ من الأحلامِ مرتعُها،= صارتْ حريقاً إلى الأوثانِ تركعني
أبدو غريباً بلا التاريخِ لا وطنٍ،=ولا وجودٍ على النيرانِ يصلبني
هذي النهايةُ في التلمودِ مصدرُها،=ذلٌّ تحزّبَ، ينهيني، ويذبحني
أنا اليتيمُ بلا صدرٍ أعانقُهُ،=أنا السجينُ بلا حضنٍ يطوّقني
دمشقُ نبعُ حنيني لا مزاودةٌ،=حمصُ البكاءُ عن الأمواتِ تسألني
هلْ ضاعَ في قببِ التزييفِ حاضرُنا،= باعوا الطهارةَ للأنجاسِ في العلنِ
ميسونُ كانتْ على البهتانِ نائمةً،=قبلَ الصلاةِ على الأعقابِ تعرفني
بالتْ على طرفِ الأخدودِ خائفةً،= شقّتْ قميصَكَ من دبْرٍ، لتنقذني
ناموا الكهوفَ، وخلفَ البابِ حارسهمْ،= شمسٌ تقلّبُ كلباً جاءَ، يقضمني
يا منْ تحاربُ في الشيطانِ ذاكرةً،=من يقتلُ الحقَّ، يغزو البرَّ يفتكني
حربٌ تلبّي بغاةَ الأرضِ في فرحٍ،=جاؤوا، لينتقموا، والجرحُ يشرطني
يا زينبُ الجرحِ قومي لانتقامِ دمٍ،= باغٍ (ترنّحُ) والسردابُ يشملني
عادتْ إليكِ دروبُ الحبِّ مقفرةٌ،= وفي سوادٍ من الإنصافِ تبلغني
ساقتْ قطيعَكَ بالهيهاتِ تحلبُها،=نزُّ الصنينِ على الأوراكِ يلعقني
إلى حماةَ سبيلُ الخوفِ نرسمُهُ،=تبكي النواعيرُ، طوقُ الموتِ يرعبني
أنا النحيبُ على الأحلامِ أكرمُها،=صبري تجلّدَ في الأعناقِ، يلفظني
الدينُ يلهثُ خلفَ القتلِ مغترباً،= والأرض عطشى، دماءُ الطهرِ تشربني
الجوعُ كونٌ من الأجسادِ نعصرُهُ،= في طفلةٍ خرجتْ للحقِّ تنصفني
كلِّ الحقائقِ ضاعتْ في مكابرةٍ،= كلُّ المعالم بيعتْ لو تصدّقني
شاخَ الضميرُ بكبتٍ، ماعَ قابضُهُ،= حكْمُ السفالةِ في خسْفٍ يقيّدني
كلبٌ يدورُ على الأرحامِ يفتكُها،= عبدٌ يبوسُ نعالَ الكلبِ، يجبرني
يجتاحني وطنُ الأمواتِ في سقمٍ،= والشيخُ يزرعُ، صبرُ اليأس يشطبني
صاحتْ على وترِ الأوجاعِ يا حلبي،= شرٌّ يفتّتُ في الأحشاءِ، ينهشني
أنا المسافرُ في الصفصافِ بعدَ غدٍ،= زادي الدموعُ على رتْقٍ يمزّقني
جاءَ الخسيسُ من الطاغوتِ من عجمٍ،=قوّادُهُ قذرٌ، والغرُّ يقتلني
تكالبتْ أممُ الأعراقِ في قرفٍ،= طفلٌ ينادي خلاصاً كانَ يسكنني
هذا العراقُ من الأفّاكِ محترقٌ،= والشامُ تسبحُ في التمزيقِ يا وهني
يمرُّ سكّينُهُ في العنقِ يبترُهُ،= والذبحُ قانونُهُ، قدْ صارَ يحكمني
ستختفي ضحكاتُ الخزْي ساخرةً، = ويخرسُ الباطلُ النعَّاقُ في وطني
ويشرقُ النورُ وضاءً يبثُّ سناً، = على مشارفِ نصرٍ،، غاليَ الثمنِ
نعم، نُجرَّعُها كأساً مضرَّجةً، =معينُها المسْكُ فوَّاحٌ من الكفنِ
أقمتُها سجدةً للتيهِ في رئتي،= في زفرةِ الحزنِ فانسابتْ، لتشهقني
صياغةُ الموتِ أعيتْ حبرَها لغةٌ،=ولكنةُ الجرحِ تحييها، وتنزفني
هذي البلادُ شهيدٌ، كيف توقفُها،= في الصرخةِ اقتلعتْ رعباً يزلْزلني
هذي البلادُ أنا، جدّي ،أبي، ولدي،= فاعبرْ على جسدي، إنْ كنتَ تسلبني
هذي البلادُ صلاةُ اللهِ في كتبٍ،= فارفعْ يداً، كي ترى الإصرارَ يدفعني
يا أرضُ يا قدرَ الإنسانِ في ألمٍ،= ستفتحُ الفجرَ من قيدٍ يكبّلني