مناجاة
05تموز2014
صالح محمّد جرّار
مناجاة
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
يا كاشِفَ الهَمِّ إِنَّ الهَمَّ بِبَابِ رُحْمَاكَ أُلْقي كُلَّ مَسْأَلَتِي قَدْ جِئْتُ وَالذَّنْبُ يَغْشَى كُلَّ جَارِحَةٍ أَلْقَتْ بِيَ النَفْسُ مِنْ ضَعْفٍ بِمَحْبِسِهَا أَنَا الضَّعِيفُ وَنَارُ الإِثْمِ تَحْرِقُني تِلْكَ الذُّنُوبُ مِيَاهُ العَفْوِ تَغْسِلُهَا أَنْتَ الغَفُورُ وَسِعْتَ الخَلْقَ مَغفِرَةً فَإِنْ عَفَوْتَ فَذَا مَنٌّ وَمَرْحَمَةٌ فَأَنْتَ أَنْتَ إِلهُ الكَوْنِ مُبْدِعُهُ لَكَ الوُجُوهُ عَنَتْ يَا رَبِّ خَاشِعَةً وباسْمِكَ الكَوْنُ يَجْرِي في مَسيرَتِهِ هذي السَّمَاواتُ مَنْ أَعْلى بَنِيَّتَهَا فانْظُرْ إِلَيْهَا فَهَلْ أَبْصَرْتَ مِنْ خَلَلٍ مَنْ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَالأَفْلاكَ سَابِحَةً وذِي النُّجُومُ أَطَلَّتْ مِنْ أكِنَّتِهَا فَمَنْ حَبَاهَا جَمَالاً رَاحَ يُكْبِرُهُ وَمَنْ حَبَاهَا ضِيَاءً ظَلَّ يَرْقُبُهُ وَذَا الهِلاَلُ كَطِفْلِ الأَهْلِ تَنْظُرُهُ ورَاحَ يَكْبُرُ حَتَّى صَارَ مُكْتَمِلاً لكِنَّهُ زَمَنٌ يَمْضِي فَنَنْظُرُهُ سُبْحَانَ خَالِقِهِ أَعْطَى لَنَا مَثَلاً وَالأَرْضُ تَجْري فَمَنْ أَرْخَى العِنَانَ لَهَا؟ فَذَا مَسيرٌ يُغَشِّيِنَا بِأَرْدِيَةٍ حَتَّى إِذَا الفَجْرُ نَادَى بِالنِّيَامِ جَرَى تَعَاقَبَ اللَّيْلُ فينا والنَّهارُ فَقُلْ وَسَخَّرَ الأَرْضَ حَوْلَ الشَّمْسِ جَارِيَةً هَذا شِتَاءٌ فَيُحْيِي الأَرْضَ إِذْ هَلَكَتْ والصَّيْفُ فيهِ ثِمارٌ كَمْ تَتيهُ بِها أَمَّا الخَريفُ فيأتي مِثْلَ غَاشِيَةٍ لكنَّها حِكْمةٌ تَخْفَى سَرائرُها سُبْحَانَ رَبِّيَ كم في الأَرْضِ مِنْ عِبَرٍ فَسَرِّحِ الطَّرْفَ في الآفاقِ مُتَّعِظاً في كُلِّ نَظْرَةِ عَيْنٍ آيَةٌ هَتَفَتْ: أَنْتَ القَديرُ ولا تُعْييكَ مَسْأَلَةٌ بِكُلِّ أَسْمَائِكَ الحُسْنَى وَقَدْ عَظُمَتْ أَدعوكَ رَبِّيَ فَاغْفَرْ لي وَقَدْ كَثُرَتْ وَاكشِفْ هُموميَ مِنْ ضُرٍّ وَمِنْ حَزَنٍ واحْفَظْ إِلهيَ أَوْلادِي وَأُمَّهُمُ وَآتِهِمْ خَيْرَ ما يُرْضِيكَ مِنْ عَمَلٍ وَوالِدَيَّ وَكُلَّ المؤمنينَ ألا وانْصُرْ عِبادَكَ يَا مَوْلايَ مَا رَشَدُوا هَذا دُعائِيَ يَا رَبِّي وَمَسْأَلَتي | أَضْنانيأَنْتَ الرَّحِيمُ وإنِّي عَبْدُكَ مَنْ ذا سِوَى الصَّمَدِ الحَنَّانِ يَرْعَاني لكِنَني تائِبٌ مِنْ سُوءِ نُقْصَانِي! وَزَيَّنَت سِجْنَها بالبَهْرَجِ الفَاني! يَا رَحْمَةَ الله رُدِّيهَا بإِحْسَانِ! يَا رَحْمَةَ الله جُودِيهَا بَهِتَّانِ! فهل أُرَدُّ بِلا عَفْوٍ وَغُفْرانِ؟! وإِنْ جَزَيْتَ فَعَدْلٌ مِنْكَ رَبَّانِي! فَمَنْ سِوَاكَ يُجِيرُ المُثْقَلَ العَاني؟! وَذِي الخَلاَئِقُ تُبْدِي كُلَّ إِذْعَانِ! كُلٌ يُسَبِّحُ في سِرٍّ وَإِعْلاَنِ! مِنْ غَيْرِ مَا عَمَدٍ تَبْدُو وَأَرْكَانِ؟! جَلَّ الإِلهُ وَجَلَّتْ قُدْرَةُ البَانِي! في ذَا الفَضَاءِ بِتَدْبيرٍ وَحُسْبَانِ؟! كَأَنَّمَا وَصْوَصَتْ حُورٌ لإِنْسانِ! كُلُّ الَّذِينَ حُبُوا إِحْسَاسَ إيمانِ؟! سَارٍ بِلَيْلٍ فَتَهْدِي كُلَّ حَيْرانِ؟! تِلْكَ العُيُونُ فَيَلْقَى ضَمَّةَ الحَانِي! بَدْراً تَطوفُ بِهِ أَحْلامُ وَلْهَانِ! قَدْ عَادَ يُشْبِهُ عُرجُوناً بِبُسْتَانِ! كَيْ لا نُغَرَّ بِعُمْرٍ مُسْرِعٍ فَانِ! وَمَنْ هَدَاهَا لِسَيْرٍ هَزَّ وِجْدَاني؟! مِنَ الظَّلامِ فَيَطْوِي ثَوْبَ يَقْظَانِ! نَهْرُ الضِّيَاءِ فَوَارَى ظُلْمَةَ الجَاني! سُبْحَانَ مُجريهِمَا فِينَا بِمِيزانِ! في كُلِّ حَوْلٍ فَتَأْتِينا بِأَلْوانِ! وَذَا رَبيعٌ يُجَلّي كُلَّ فَنَّانِ! تِلْكَ الريَاضُ فَتُعطِينَا بإحْسَانِ! تَطْوِي الجَمَالَ وتُبْدِي قُبْحَ عُرْيَانِ! عَلى العُيُونِ وَعَيْنُ اللهِ تَرْعانِي! تَهْدي الحَيارى إِلى رُشْدٍ وإيمانِ! وانْظُرْ إِلى النَّفْسِ تُعْطى أَيَّ بُرْهانِ "سُبْحَانَ رَبِّيَ قَدْ سَوَّى بإِتْقَانِ"! فاكْشِفْ إلهيَ عَنِّي كُلَّ أَحْزاني! وبالحَبيبِ وآياتٍ وَقُرْآنِ! مِنِّيَ الذُّنُوبُ وإلا حَقَّ خُسْراني وامْنُنْ عَلَيَّ بِجَنَّاتٍ وَرَيْحَانِ! مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَوَفِّقْهُمْ لِشُكْرانِ! وامْنُنْ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ مِنْكَ رَبَّاني! فَاغْفِرْ لَهُمْ يا عظيمَ الأَمْرِ والشَّانِ واخْذُلْ عَدُوًّا جَرَى في رَكْبِ شَيْطانِ فَمَنْ سِوَاكَ يُلَبِّي دَعْوَةَ العَاني؟! | الجَانِي!