عذرا أبي
عذرا أبي
أنا إذ رأيتك في سراي المحكمة
أنا لم أخف إلا عليك
والدمع فاض بمقلتيك
عذرا أبي
ذابت مشاعر مهجتي المتألمة
أو في المشيب أرى لقلبك حسرة يا سيدي
لكنه شوك المسير
لا زهر يلقى في طريق الحق إلا عند تقرير المصير
بعد الأسى
بعد الجراح الدامية
في آخر الدرب العسير
من بعد صنع الملحمة
لكن وجودك هاهنا في المحكمة
بشراي كان المرحمة
تبقي حروفك في المسامع أغنية
ولها رنين
ذهب الأنين
بقي الحنين إلى خطى نحو المساجد ملهمة
وتلاوة الفجر التي هي بالرقائق مفعمة
لكن إذا هبت على الحق الرياح
وإذا بأرض النيل دين الله شيء مستباح
أنا لا أرى من بعد هذا مستراح
لكن أبي هذي جموع الناس صارت نائمة
وإذا عصابات الضلال بظفرها وبنابها متحكمة
عذرا أبي
أخرجت مثلك في المشيب مكبلا بالحزن في الوطن السليب
أو ذلكم حق المشيب
صبرا أبي
ستجف في مصر الدموع
وتعود للحق الجموع
وتضاء في غدنا الشموع
وعصابة الجهل المركب كلها
سترى بإذن الله يوما حتفها مستسلمة..
وسوم: 640