دَمُ الشَّهادةِ مِنَّا اليومَ مبذولُ=فِدَىً لمسْجِدنَا وَالعَهْدُ مَسْؤُولُ
لبّى نِداءَك يا أقصى ذوو هِمَمٍ!=لبّى نداءَك فتيانٌ رآبيلُ
في كلِّ يومٍ يَزفُّ الأهلُ كوكبةً=من الأُباةِ وما للأهلِ تبديلُ
هذي الفوارسُ من أهلي يمزّقُها=رصاصُ حِقْدِ العِدا والحبلُ موصولُ
فاعجبْ لفتياننا إذ ثار ثائِرُهمْ=وَكُلُّ عُدَّتهِم في الكرِّ سِجّيلُ
هذي الحجارةُ تروي للأُلى خنعوا=أنَّ العزيمةَ والإيمان تأهيلُ
* * *=* * *
فأينَ، أينَ قياداتٌ وأنظمةٌ=مِنْ آلِ يَعْرُبَ أَمْ وَهْمٌ وتمثيلُ
وأينَ، أينَ زعاماتٌ وأوسمةٌ=تروحُ في الناسِ، أمْ زعمٌ وتدجيلُ
فأنتَ يا بردى والنيل في سَكَرٍ=تجري مياهُكما والبيت مشغولُ
وأنتِ عمانُ يا بابَ الفتوحِ أما=في الجمعِ عمروٌ وأبطالٌ بهاليلُ
وأنتِ يا بلد المختار هل طَمَسَتْ=فيكِ الرمالُ حصَاناً فيهِ تحجيلُ
وأنتِ يا تونُسُ الخضراءُ يا بلداً=فيها لعقبةَ رايَاتٌ وتهليلُ!
ويا جزائرنَا والمجد يعشقها=ويا رباطُ وفي ذكراكِ تاميلُ!
ويا خليجُ ويا نجدٌ ويا يمنٌ=ويا حجازُ وفيكَ البيتُ قِنديلُ
يا غافلين عن الذكرى أليس لكم=في أرضِ أنْدَلُسٍ دَرسٌ وتعديلُ
ما بالُ جُندِكُم للشرِّ قَدحُشِدوا=حول الكويتِ وبيت الله مخذولُ
ما بالُ أبرهةٍ قد عادَ ثانيةً=أبو رِغالٍ له عينٌ وتمويلُ
وكلكم جاء يقفوهُ ويخدمُهُ=كأنّه مرسلٌ والقولُ تَنزيلُ
ما بالكم قد حشدْتم كُلّ جُنْدِكُمُ=لحربِ إخوانِكم؟ فالعقل مخبولُ
ما بالكم تَهرَعون اليومَ في غضبٍ=لحربِ بغدادَ والفردوسُ مكبولُ
خلّوا العِراق يُعدُّ اليومَ عُدّتَه=لعلّه فاتحٌ للقدْسِ مأمولُ
* * *=* * *
وأنتِ يا أمةَ الإسلامِ قاطبةً=حتّامَ، حتّامَ إحجامٌ وتخذيلُ
فأين، أين بطولاتٌ يردّدها=تاريخُ أُمّتِنا والسيفُ مصقولُ
أما رأيتم عدوَّ اللهِ في صَلَفٍ=يُقَتِّلُ الأَهْلَ في الأقصى وقد نيلوا
يا ويلَهم!! حوّلوا الأقصى جحيمَ وغىً=فذا جريحٌ ومأسورٌ ومقتولُ
وذا صبيٌّ ينادي أمّهُ فزعاً=والأُمُّ مَصْروعةٌ والجسمُ مَشلولُ
والأهلُ –يا ويحهمْ- في الساحِ صَيْدُ فلاً=والوحشُ خلفهمُ فَتْكٌ وتنكيلُ
لم ينجُ شيخٌ ولا طِفلٌ ولا امرأةٌ=فكلهم بنيوبِ الوحشِ مأكولُ
جاؤوا يُصَلّونَ في الأقصى وهَمُّهُمُ=ذاكَ الدعاءُ وأمرُ اللهِ مفعولُ
فكان ما كان مِنْ فَتْكٍ ومِنْ حَزَنٍ=وعندَ شاهدِهِ شَرْحٌ وتفصيلُ
* * *=* * *
فأين أين جهادٌ راحَ يُعْلِنُهُ=في النّاسِ مُعتصمٌ واللهُ مسؤولُ
لو عاد فينا صلاحُ الدينِ ثانيةً=لهالَهُ الأمرُ إذ أنتم مهازيلُ
لو عاد فيكم جنودُ اللهِ وا لَهَفي=لَطهّروا القُدْسَ وانجابت أضاليلُ
كيفَ القعودُ عن الأعداءِ في وطني=كيف القعودُ وما للأمرِ تأجيلُ
إن تنصروا اللهَ فالبشرى لكم وَجَبَتْ=بالنصر حقّاً وما للوعد تحويلُ
وأنتمُ أهلَنا صبراً ومرحمةً=لا تَيْأَسُنَّ فنصرُ اللهِ مأمولُ
عودوا إلى اللهِ يُمْدِدْكُمْ برحمتهِ=فما بغيرِ سبيلِ اللهِ تبديلُ