ثلاث شهيدات
الأولى .
كانت أماً لثلاثة أبناء .
الأول أسعد في الصف الأول ،
والثاني أحمد في الروضة ،
والصغرى سلوى ، كانت تحبو ،
تتشبث بالأشياء لتنهض .
ذات ضحى كانت عيدة الأم
تطبخ في كوخ جنب الدار .
فجرت الكوخ قذيفة مدفع
قُتِلت عيدة في حملة موت مصبوب .
الثانية .
كانت طالبة في آخر فصل .
بعد شهور تزهر خريجة
تركض بين صخور البحث عن التوظيف .
جلست تقرأ في حجرتها كالمعتاد .
الموت رياح في الجو وفي الأرض
نادتها الأم : قد حان غداؤك يا مريم !
أنستك الكتب غداءك .
وتلاشى صوت الأم ،
وتلاشت مريم في ريح الموت
حين تشظى البيت أشلاء تحت الصاروخ
في حملة موت مصبوب .
الثالثة .
كانت مخطوبة لفتاها المحبوب .
مُهْر في العام الأول من حقل التعليم .
خرجت تلقاه عند البقال
فكذا هاتفها في الجوال .
سارت في الشارع بين الحب وبين الموت .
الشارع خالٍ إلا من آمال .
تلمح في البعد البقالة ،
يبتعد الموت وتومض نشوة حب
لكن الموت يلح ليأتي في البدء .
قتلت آمال برصاصة دبابة
في حملة همج مصبوبة .
وسوم: 642