عندما تختنق الأرواحُ من البعد ..
وتذوبُ القلوبُ من شدةِ الوجد ..
ما من شفاءٍ إلا التَّوجُّه لله بالحمد ..
شفاءُ الرُّوحِ معناهُ الوحيدُ = بحمدِ الله ينسابُ القصيدُ
فحمداً .. ثم حمداً .. بعدَ حمدٍ = يجيشُ به فؤادي والوريدُ
وإن ناءَ الفؤادُ بحملِ همٍّ = فقل: يا همُّ لي ربٌّ مجيدُ
ونفسُ المرءِ تضعفُ حينَ عجزٍ = ويضنيها الأذى وأسًى شديدُ
ألا يا لهفَ قلبي كم أعاني!! = وأنتَ اليوم عن روحي بعيدُ
أتسمعُ نبضَ قلبي إذ ينادي ؟!! = وغير الشَّوقِ ليسَ لنا بريدُ
يُغيِّبُكَ الطُّغاةُ بسجنِ ظلمٍ = وتوقُكَ للمعالي كم يزيدُ!!
صبرتَ على البلاءِ .. وأيُّ قيدٍ = سيمنعُ عنكَ يوماً ما تريدُ ؟!!
فأنتَ الفضلُ يعرفُ كلُّ دانٍ = وقاصٍ أنَّكُ البطلُ الفريدُ
يزينُكَ حفظُ قرآنٍ كريمٍ = ليهديَ دربَكَ القولُ السَّديدُ
وتلك الأربعونَ حصادُ خيرٍ = وذاكَ رسولُنا البرُّ الرَّشيدُ
فكان بلاؤهم رحماتِ ربٍّ = تفيضُ وليس يمنعُها الحديدُ
يعدُّكَ للعُلى ربٌّ عظيمٌ = وجوفُ الليلِ إذ ندعو شهيدُ
لنا ثقةٌ بيومٍ سوف يأتي = سيُهزمُ كلُّ طاغٍ .. بل يبيدُ