ما لي أراك معرة النعمان = نهباً لقصف الروس بالطيران
وقصورك الشماءُ في شرفاتها = وتعاقبت فيها على الأزمان
أممٌ وأجيال يخلد ذكرها = تلك القصور وحاضر السكان
هذي الحضارة عبر تاريخ مضى = ومعاهد التعليم والقرآن
ومفاخر تعلو ومجد شامخ = ومآثر التاريخ والإنسان
تغدو بقصف الروس قاعاً صفصفاً = وحصى خلال دقائق وثوان
يا بلدة العلم الكبير أبي العلا = والفيلسوف وشاعر الوجدان
وديار من أحيا النفوس ومن بنى = للعلم صرحاً ثابت الأركان
هو أحمد الحصري أكرم ثمّ من = علم بكل فضيلة مزدان
والطب يقصر عند أحمد راتب = وهو ابنك المعطاء ذو الإحسان
قد كان يقنع بالقليل ويكتفي = ما كان ذا طمع وليس أناني
يا بلدة الريف الكريم يحيطها = بالزرع والزيتون والرمان
وكأنها حوض يموج بمائه = والريف حول الحوض كالبستان
ويسوق ما تهوى النفوس وتشتهي = من طازج الأثمار والريان
ثم الخضار تعج في أسواقها = وتهيم بالأجبان والألبان
يا بلدة الريف المشوح بالندى = ويفوق حاتم في قرى الضيفان
وربوع هاتيك العشائر والألى = وقفوا بوجه الظلم والطغيان
بل هاجموا بالرمح دباباتهم = وعلوا بعزم ثابت وجنان
حتى استقروا فوقها طعنوا به = ربانها بمجامع الأضغان
الريف هذا والحضارة والندى = ومعالم الأمجاد والعرفان
اليوم يهدمه المغول دعاهمُ = والفرس واللقطاء من إيران
ابن البغايا والقرامطة الألى = ذبحوا الجميع على ربى ثهلان