يا خَلْوَتي أنتِ أُسـتاذي ومَدْرَسَـتي=وفِيكِ مَنبِـتُ أفْكاري وفَلْسَـفَتي
وفي سُجُوِّكِ أصْـدافٌ مُفَتَّحَةٌ=عَـنْ سِـرِّ شارِدَةٍ، أوْ سِـحْرِ وارِدَةِ
إذا سَـمِعْــتُ فَمَا لا أذنَ تَسْـمعُهُ=وإنْ نَظـرْتُ فَفيما في مُخَيِّلَتي
زادي انتِظارٌ بِثَوْبِ الوَجْـدِ مُلْتَحِفٌ=كَمْ زادَ زاديَ مِـنْ شَوْقي لِأمنيَتي!
والانتِظارُ صَلاةٌ ما تَذَوَّقَها=إلاّ عُبَيْدٌ أسِيرُ الشَّوْقِ والمِقَةِ
لَقَدْ نأيْتُ إليكِ النـاسَ مُعْتَكِفًا=سَجّادَتي حُلُـمٌ، والفِكْـرُ مِسْـبَحَتي
وشَعْرَتي بينَهُمْ حَرَّقْتُها يَئِسًا=مِنْ وُدِّ مَـنْ وَدَّ لَوْ أُلْقى لِتَهْلُكَةِ
عَمَرْتُ فِيهِمْ زمانًا مُنكِرًا عُمُري=وكُنْتُ فِيِهمْ غريبَ السَّمْتِ والسِّمَةِ
في خَلْوتي الناسُ شَيءٌ قدْ سَمعتُ بِه=يَوْمًا، وتنْساهُ هذا اليومَ ذاكِرتي
إليكِ يا خَلْوَتي أسْرَجْتُ ما تَرَكَتْ=لابنِ التباريحِ نَفْسٌ بالأسَى وَنَتِ
يا أمَّ ذاتِي دَعِيني مِنْكِ في رَحِمٍ=وأقسِمي سَيَدومُ الحَمْلُ لِلْمِئَةِ
