عصر الهوان

عصرَ الهَوانِِ ومُفْلِسَ الشعراءِ

مِنْ درهَمٍ وقصيدةٍ عَصماءِ

قدْ كانَ يَمْتَدحُ الخليفةَ شاعرٌ

لِيُثيرَ نِقمتَهُ على الأعداءِ

أو رَدِّ ظُلمٍ أو خلودِ قصيدةٍ

أو دهشةٍ متبوعةٍ بعطاءِ

واليومَ قدْ قلّبتُ فيكَ أمورَنا

يا عصرَ ذلَّتِنا فخابَ رَجائي

مَنْ فيكَ يُمُدحُ والشآمُ ذبيحةٌ

لمْ تَلْقَ مُنْتَصراً على اللّأواءِ

وعلى التّشرّدِ لم يجدْ أبناؤُها

مأوىً سِوى بيتِ الغريبِ النائي

وغَدَتْ بمَشْرحةِ السّياسةِ جُثّةً

وسِماتُها مُتنازَعُ الغُرباءِ

يَتحاورونَ لِرسْمِها مُسْتقبلاً

بِتَعَدُّدِ الآراءِ والأهْواءِ

دِيناً ودُستوراً ونَهجَ سياسةٍ

أينَ النُّهى يا غيرةَ الشرفاءِ؟!

ونظامَها قاداتِها حكّامَها

يَتخيّرونَ لها منَ الأُجراءِ

وكأنّها بترابِها ورِجالِها

إرثٌ تَنازَعُهُ رُؤى شُّركاءِ

فلأيِّ فِعلٍ بَلْ بأيِّ وقاحةٍ

تَسعى القصائدُ نحوَهم بِثناءِ

إنَّ القصائدَ بالعصورِ وكمْ عَلَتْ

معَ فاتحٍ وضَغَتْ معَ الجُبناءِ

راجَعْتُ فيكَ النفسَ يا عَصْرَ الخَنا

لِأراكَ أهْوَنَ أنْ تُحوزَ هِجائي

وسوم: العدد 666