رئيس مجمع الخالدين بالقاهرة ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العربية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والفقيه والمُفَكِّر والمُتَكَلِّم واللُّغَوي.
نتيجة محنةٍ أليمةٍ؛ أخرجته من بيته بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وابتلاءات أخرى كثيرة!
القاهرة
قد عاشَ يخشَى ربَّه مُتجرِّدا=هو مُبْتَلىً مُتَبَصِّراً مُتَزَوِّدا
شيخُ الطَّريقةِ والحقيقةِ والنُّهَى= في "مَنطِقِ" اليونانِ صارَ مُجَدِّدا
في زُهدهِ؛ فاقَ "الجُنَيْدَ" مَراتِباً=في "نَحْوهِ" زادَ "النُّحاةَ" مَوارِدا
في "فِقههِ" تجِدُ "المَقاصِدَ" تُبتَغَى= يُعطِيكَ مِنْ كلِّ المَذاهِبِ مَشهَدا
تَركَ التُّعصُّبَ؛ بانفتاحٍ باهرٍ=هو "مَالكيٌّ"، "شافعيٌّ" مَحْتِدا
بحرُ العلومِ، وفي تواضعِ عارفٍ= عافَ الدُّنَى؛ فطوَّقته مَحامِدا!
إنْ شِئتَ أنْ ترنو الإمامةَ والعُلا=يَمِّمْ بوجهكَ "شافِعِيّاً" أرْشَدَا!
في شَخْصِهِ؛ جُمِعَتْ مآثرُ يَعْرُبٍ=هو "حاتِميٌّ"، "هاشِميٌّ" سُؤدَدَا!
"أبكارَ أفكارٍ" "لسيفِ الآمِدِيْ"= "ومَواقِفَ الإيجي" رُواقاً أوْرَدا!
"شيخُ الكلامِ"، وفي حَديثٍ سَلْسَلٍ="بأصول فِقْهٍ" بايعوهُ رائدا
في مجلسٍ أحيا التَّفلْسُفَ شِرعةً= "فأَرِسْطُهُم" في شرحهِ مُتجدِّدا!
"أْفلُوطِنٌ" بفُيوضهِ وعقولهِ= أَوْلاهُمُ نحوَ السلامةِ مَقْصِدا!
هذا هو؛ المِعطاءُ دوماً في غِنىً=عن كلِّ ألقابٍ تَغُوصُ سَواجِدا!
هو لا يُزاحِمُ في شِراءِ جوائزٍ= قد فصَّلوها رقَّعوها أمْرَدا!
إنْ كانت "الدارُ" قَلَتْهُ بنظرةٍ=فقلوبُ مِصْرَ أجلسته فَرْقَدا!
"فالدّارُ" تَبْكِي بُعدَه ووِصالَه= هيَ أظلمتْ بَعْدَ الحسيبِ مَقالِدا!
لا تَكْثَرِثْ؛ يا شيخَنا لِحوادثٍ= حَكَمَتْ بِجهلٍ؛ أنْ تكونَ السَّيِّدا!
يَكْفِيكَ أنَّكَ ناهِضٌ بأمانةٍ= تَفْري فَرِيَّ عَباقِرٍ؛ مُتَوَحِّدا!
للهِ دَرُّكَ باحثاً مُتأوِّلاً= في كلِّ يومٍ للحقيقةِ ناشِدا!
قاربتَ تِسعيناً، وأنتَ مُبارَكٌ= في عُمْرِكَ الميمونِ؛ كُنْتَ الشاهدا!