رياحُ الشوق....

بين الفينة والأخرى كانت تداعبني ذكريات الماضي, فأعود بخيالي إلى الوراء, وأتذكر أيام الهناء ... أمي ودفء حنانها وتفانيها في رعايتنا, وأتذكر والدي وحسنَ توجيهه وارشاده ومتابعته لنا, وثناءه علينا تارة, وتوبيخه تارة أخرى ... أتذكر أخي صلاح .. الشهيد .. البطل ... أتذكره رفيقاً في طفولتي وأتذكر معاناته وصبره في سجنه.. أما أخي الصغير فقد تركته طفلاً, وصار الآن رجلاً, ولكن بقيت صورة ذلك الطفل الصغير في مخيلتي, لم يستطع أن يكبر... أو تذكر أخواتي البنات الرقيقات كالأزهار.. كل هذا كان يهبُّ علي في رياح حنونة تحمل أشواق الأحباب وذكرياتهم, في سجن تنبعث منه رائحة الموت في كل دقيقة..

وسوم: العدد 667