(وأصبح فؤاد أم موسى خاوياً)
كلما كنت أمر على هذه الآية الكريمة كنت أتذكر والدتي, وأنا أعلم مدى عاطفتِها وحنانها, وأتذكر حزنها كلما كنت أسافر من أجل دراستي في الجامعة, وكيف كانت تبدو واجمة وتقول لي "اجلس يا ابني أمامي حتى أملأ عيني منك قبل السفر", أما لحظة الرحيل والفراق فقد كنت أكرهها ويصيبني الغمُّ والكمد عندما أرى الدموع على وجنتيها.. ذلك كان حزنُها في سفرٍ بسيطٍ مأمونٍ من بلد إلى بلد, ومن بيت إلى بيت, فكيف بهذا السفر الذي لا يعلم مداه إلا الله!
كنت أتوقف عند هذه الآية... فإذا كان حال أُم موسى أن فؤادها أصبح خاوياً, علماً أن الله سبحانه طمأنها ووعدها أنه سيردُّه إليها (إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين), فما بالكم بالتي فقدت ولدين اثنين في يوم واحد, ومصيرهما في علم الغيب!... وماذا عساي أقو ل لها عن صلاح إذا لقِيتُها يوماً!
لم أستطع أن أتخيل على أي حالٍ باتت تعيش, وكنت أدعو لها بالصبر, وأسأل الله أن ينزل السكينة على قلبها.
وسوم: العدد 668