همسات القمر 86

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*من أين أبتدئ الحكاية يا مدى

من أين والآهات يسمع رجعها

مثل الصدى

من أين والقلب الضعيف يسومه

شوق بسوط أنينه

وحشا بدا

من ذا يخط سطوره 

بحروف وجد واضطراب

من ذا يخوض بشعره لجّ العباب

من ذا الذي شاد القصور الحالمات وقد غدت

من بعد سعد مثل آثار الخراب

هل كان وهما يا فؤاد ولم يعد

إلا حديثا من أساطير السراب!

*يسائلني فؤادي عن مدادي

عن الأشعار تتلى في البوادي

عن الهمسات تروي قلب صبّ

عن الألحان في قفر وواد

فؤادي لا تلم حرفي فإني

بدرب البوح ماد كبا جوادي

*أترى تساهرنا النجوم

والبدر في ألق يحوم

أترى سنرقى عرشها

نذرو المواجع والهموم

*في بهجة الإصباح تغدو نفسنا

كالطير رتل نغمة الإشراق

كالزهر يضحك والندى في ثغره

درٌّ زها بوميضه البرّاق

*وأخجل أن أناديها..

وأخجل صوت خطواتي 

على ترب زها تيها

بخطو نبي رحمتنا

سرى من أرض كعبتنا

إلى معراج صخرتنا

فلم نحفظ له عهدا

تزلّفنا لجزار

وأفّاق وغدّار

وبين أخوة الأرحام

والإسلامْ

زرعنا الشوك والعلقم

أقمنا الحد والسدّا

بنينا صرح غفلتنا

سحقنا الزهر والوردا

فكيف نروم قافلة

بدلو الجب تجمعنا

وترفعنا

من الأوحال 

تنشلنا

وكيف لنا؟

خلاص من وحوش الغاب

تنهشنا

فرار من مشانقنا 

بدرب الويل تربصنا

فماذا بعد يا قومي

وماذا بعد أوهام 

وآلام

وبعد الذل كفّننا

وبعد سيوف جلاد

تمزّقنا تشرذمنا

وبعد الموت تلو الموت

للأهوال يقذفنا

وماذا بعد ..؟!

*صباحي يرسل الألحان حبا

يعزّي قلب مكسور حزين

صباحي أمنيات من سلام

يبث الشوق أنسام الحنين

صباحي سرّه يحيي فؤادي

كصبّ يلتقي خلّ السنين

*أسرج قنديلي بمداد

من دفء الروح ونبْضات

يتوهّج يملؤني بشرا

يغتال الكدر وآهاتي

أغدو كالطير على فنن

يقتات العالم همساتي

يا زاد القلب ومورده

لضيائك تحلو بسماتي

وسوم: العدد 677