في الجرح ِيرقصُ نرجـسٌ وعطورُ=ويبوحُ فجرٌ سـرَّهُ وسـرورُ
ضحكتْ دمشقُ لحمصَ في زيتونةٍ= هـدلَ الحمامُ برقَّـة ٍوطيورُ
قالتْ حماهُ: مصابّنا في إدلـبٍ= وسـقى الفراتُ شـهيدَها ونميرُ
غنّتْ نواعيرُ الحضارةِ لا =ذقيَّـتها ومرقبُها الغناءُ يطيـرُ
فتعودُ دير الزورِ في طرطوسـها= في الحلم ِ تعشقُ والدماءُ سـطورُ
أكرادُ قامشـلو إلى عربيّةٍ= صدحوا الكرامةَ والوصالُ شـعورُ
دوما الحنينُ على حرستا صدرَهُ= ودمُ الشهيد ِإلى الضميرِ يسـيرُ
حلبُ الشـهامةِ صبرُها ثوريّةٌ = قالتْ لنا: في النائباتِ نثـورُ
درعا البداية ُفي الأصالة ِأشعلتْ= في رسـتن ِالأحرار ِيأتي نورُ
في حولة ِالعرباضِ نبعُ رجولةٍ= في عقربَ القلبُ المحبُّ كبيـرُ
في صوتِهِ الأحلامُ تلبسُ صدقَها=صوتُ الحقيقةِ في الضلالِ ينيـرُ
كمْ يصرخُ المحتاجُ من آلامِـهِ= ليردَّ إنسـانٌ لَهُ وضميرُ
يا شيخَنا الممشوقَ يارمز الفدا=اصرخْ فصوتُكَ طلقةٌ ونذيـرُ
قسـماً بأطفالِ المجازرِ يا دماً=سيشـعُّ قهرٌ في الدماءِ يبورُ
فاكتبْ بروحِ الحلمِ ألفَ قصيدةٍ= هذا الرصاصُ على الحياةِ خميـرُ
فتخطُّ من وجعِ المظالمِ شـعلةً= ويدُ البراءةِ صبحُـهُ المنثورُ
وهنا ينادي في الرياضِ شـهيدُهُ=كي يحملَ المقوادَ عنهُ صغيـرُ
ترسـو العزائمُ من أماني حملِها= شـطُّ النجاةِ قرينُهُ التحريرُ
يارافعاً مجدَ الكليم ِبجرحِـهِ=نارٌ تشـبُّ وجنّةٌ ونهورُ
نادى الشـهيدُ بلادَهُ بدمائهِ=وصدى النداءِ ترابُهُ وقصـورُ
سـوريّةُ الأحرارِ أمُّ كرامةٍ= يسـمو بأغلالِ السجون مسيرُ
عربيّةُ الصمتِ المخيـفِ تلبّدي= فدمُ الصغارِ إلى النمـاءِ جذورُ
شيطانهمْ فوق النفوسِ مقرفصٌ= وعلى الرقابِ(يلغْوصُ) المقبـورُ
ريحُ الحياةِ قريبةٌ من رغبـةٍ=كتبَ اليقينَ الصـبرُ والتغييرُ
ياربُّ ليـس لنا سواكَ مخلّصاً=قدْ باعَنا الأخُ والرجاءُ كبـيرُ
ويتاجرون بموتِـنا في خلسةٍ= حتّى اللسـانُ كأنّه المبتورُ
يتراقصُ الغرُّ الصغيرُ على دمي= من قتلِهمْ يتعاظمُ المغـرورُ
هذي بلادي نبضـها من ثورتي=يمحوهمُ الإخلاصُ والتكبيـرُ
بفراغِنا جلسَ الغريبُ على فمي= نطقَ الرخيصُ وعلّكَ المسـعورُ
يا أمَّ هـذي الأرضِ يا عربيّةً= قومي لشـعبٍ داسَـهُ الخنزيرُ
النصرُ آتٍ رغم فظاعـةٍ= فالليلُ يمضـي والظلامُ قصيرُ
خذْ من فمِ الأطفالِ فكَّ طلاسـمٍ= ارحلْ فأنتَ الذلُّ و التكفيـرُ
جَهِلَ الغبيُّ وكمْ يعاني جهلُـهمْ= فالأرضُ تنجـبُيولدُ اليخضورُ
من لسعة النيرانِ قامتْ صرخةٌ= هدرتْ على الكبتِ المقيتِ صدورُ
لا يعلمُ المعتوهُ أنَّ صلابـة ً= تروي الإباءَ من القتيلِ ظهورُ
قمرٌ ينامُ على يدي والآخر الـ= مقتولُ في فلكِ الصـراعِ يدورُ
ومعاركٌ تغزو المدى بفجاجةٍ= ضربُ المدافع ِصيدُهُ العصفورُ
هذا الهلاكِ أتى من الشرق المجنّـ= ـح ِبالضغينةِ قائـدٌ موتورُ
وهنا اغتصابٌ للعفيفةِ عنوة ً= شرفُ العروبةِ لا يرى فيغيرُ
ماتَ الضميرُ ينا يا أسطورةً= لبستْ ثيابَ العهرِ لا تفسيرُ
عارٌ عليكمْ صمتكمْ قي مذبحي= غضبٌ بأسنانٍ أم التكشـيرُ
شجبٌ ورفضٌ والخيانةُ رمزكمْ= تنسونَ عمقاً والهمامُ قشورُ
هذي دمشقُ عروسكمْ مهتوكةٌ= بعدَ الفضيحةِ هل لكمْ تعبيرُ
حمصُ الجريحةِ في طرابلس الصدى=شعبٌ على همس الأنينِ يجيرُ
أين العروبةُ في مذابحنا وفي= ساحاتهِ التطبيلُ والتزميرُ
سنموتُ كي تحيوا إباءً سالفاً= إسلامُنا هو حقّنا المنصورُ