أبواب الغرام
السيد عبد الرازق
وأخَذْتني مني بغير إرادة ...
وسلبت ذاتًا في الحقيقة حلت
وطرقت أبواب الغرام أعودها ...
وخلعت نفسي في العروج لمكتي
وغسلت ثوبي في مراتع وصلها ...
وطويت ذاتي في الولوج بطيبة
هامت على درب الوداد صبابتي ...
وشهدت أني قد سعيت لمروتي
ولثمت في ركن الجمال يمينها ...
وطفقت أرشف من منابع جلوة
حنت على الذات الوحيدة سارة ...
ويتيم هاجر كم يسربل فرحتي
وعيون زمزم إذ تعيد نضارة ...
ريٌّ قديم كم يخامر مهجتي!
ألحان ليلى في المعابر تنجلي ...
وأريجها يعلو هضاب سريرتي
ونداء قدس في الشهود يحوطني ...
نور مجيد إذ يجدد آهتي
يا أيها القلب المسربَل، من هنا؟ ...
شهد الجنان بلطفه في الحضرة
الريح يغمر ذاته في عطفة ...
والأنس يسكن ريحه وا لهفتي!
هلت على سمع الزمان صبيحة ...
ألقى بها الأيام أسعد لقيتي
وتظل تنساب الخواطر منحة ...
شطآن عشق في معاقل رحلتي
لاحت إلى الذات الكسيرة نارها ...
موسى يسطِّر في الغرام حفيظتي
عيسى يراقب نورها وبظلها ...
يأوي المسيح معرجًا للربوة
يعقوب يشهد بالجلال موحدًا ...
أسباطه غنت بلحن عبودة
أغصان لبنى إذ تطالعني المنى ...
فتظل تهتف بالغرام عزيمتي
سار الفؤاد بنارها وبنورها ...
وبعطفها يحيى المشوق بنظرة
سطعت على ذات العليل شموسها ...
النور يعزف واللطائف جملتي
والطير يسكب صدحه في كاسنا ...
سارت على صبح العروج حقيقتي