الفارس العربي عباس
قصيدة عباس ردا على أحمد مطر. كلمات شمسان الجابي
أضحكني أحمد في عباس
أبكاني أحمد في عباس
النعجةٌ سرقت
قتل اللصُ الأبناء
شاخت زوجة عباس
صاحت أدركنا، عباس
عباس منتبه حساس
ما زال يلمع سيفه
لم يسمع شيئا عباس
ومضى يصقل سيفه
شاربه أصبح كالسيف المصقول
هل سيحارب بالشارب أم بالسيف؟
أصقل سيفك يا عباس
صرخت زوجته أخرى
اللص يهدم منزلنا عباس
التصق السيف بشاربه
حرك عباس سيفه
أدرك خطر اللص
فرحت زوجة عباس
وصل الفارس يحمل سيفه
نطق اللص: إرفع سيفك يا عباس
لا تتحرك يا عباس
حلق في لمعان السيف، يصفف شعره
أكملت القهوة، عباس
أين الحلوى يا عباس؟
زمجر عباس منزعجا
ضرب الأخماس بأسداس
أمر الزوجة َ بإحظار القهوة
أعطيني فنجانا هيا
أيضاً فنجانا للضيف فقد أنهى كأسه
لا تنسي إحضار الحلوى
فأنا المضيافٌ العباس
عاد وأكمل يصقل سيفه
منتبه حذر حساس
يقظ في خلف المتراس
صرخت زوجة عباس
الضيف يراود جارتنا، عباس
امرأة ثكلى، عباس
أرملة حبلى، عباس
لم يسمع شيئا عباس
ينظر من ثقب المتراس
منتبه حذر عباس
يصقل شاربه حيناً
وحينا يصقل سيفه
صرخت زوجته شاحبة؛
صوت مخنوق، عباس
يخنقني ضيفك عباس
يهدم منزلنا، عباس
لا تتركني ، يا عباس
هدم اللص البيت
قُتلت زوجة عباس
عباس لم يمسك نفسه
نفد الصبرُ وسل السيف
زمجر زمجرة الدَسَّاسٌ
حان الوقت لقتل اللص
فرح الجيران بإحساس
فتح الجيران الأبواب
صعدوا فوق الأسطح حالا
يرتقبون هجمة عباس
قلب عباس كيسه
ضرب الأخماس بأسداس
تبكي من راودها اللص؛
خذ حقي هيا، عباس
لا تخذلني بين الناس
عباس يسمع صرختها
منتبه حذر حساس
همز اللصُ : نعم عباس،
قد صدقت حقاً، اتركها
لا تقتلها يا عباس.
ناولني كيسك هيا،
افتح كيسك يا عباس
دعني اتفقد، عباس
نفدت كل ذخائرنا،
أسرع هيا لا باس،
سنرسل بعض الأكياس
هات وناولني سيفك،
أخذ اللص يحلق في السيف وفي الشارب
حان الجني أمام الناس
قص اللص الشارب فورا
هدم اللص المتراس
خذ لا تغضب يا عباس
هدِّئ من روعك عباس،
خذ سيفك أقبل، عباس
لا تعطِ سيفك أحداً
لا تترك سيفك، أبداً
عد لمع سيفك، عباس
لا تسمع صرخات الناس
هم حقاً بضعة أنجاس
ينقصهم مثلك حراس
أسرى في سجن الإفلاس
في حجة لمس المتراس
أو حجة أخذ الأنفاس
يحلق شاربهم حيناً
وحينا ينخر في الأضراس
عاد اللص يصفف شعره
يصرخ: ارفع سيفك يا عباس
منزعجا ضرب الأجراس وصاح
أثر الشارب في حد السيف
أتسخت نصلته، عباس
عد لمع سيفك، عباس
نظف شنبك، يا عباس
مصقولا يحمل أوساخا
هل أثرُ القهوة هذا؟
أم بعضُ دماء الأسرى؟
من قُبضوا عند المتراس.
لا تضجر من غضبي هيا
عد وأصنع أعتى متراس
عباس حذرٌ حساس
مستمعٌ نصح الخناس
طأطأ رأسه
عاد ليصقل سيفه
لكن شاربه ملفوفٌ مرميٌ بين الأكياس
قد يستخدم مكنسة
أو يبقى معلم معركة
تحكي عن قوة عباس
تحكي عن خسة عباس
تحكي عن حدة عباس
تحكي عن حنكة عباس
وتذكر لص المنزل عن شدة غيرة عباس
عد لمع سيفك عباس
واسقِ الشارب كي ينمو
وليثمر أيضاً أخرى
ثم ليجنى يا عباس.
الدَسَّاسٌ :المَاكِرٌ : الخَدَّاعُ ، أيِ الَّذِي يَقُومُ بِأعْمَالِ المكْرِ والخَدِيعَة
وسوم: العدد 699