مرثية لأخي الحبيب محمد
تسألني عنك الزيتونات ،
عن غارسها ،
فأواري صوتي في صدري
حتى لا أنبئها مفجوعا : " مات " .
***
تسألني عنك النخلهْ ،
عن ساقيها إن عطشت ،
فأشيح بوجهي في حزني
حتى لا تلمح في عيني الدمعات .
***
تسألني عنك التينهْ ،
عن عازق تربتها إن يبست ،
عمن يقطف منها الثمرات
في الصيف الآتي ،
فألوذ بصمتي
حتى لا أنبئها : " صار من الأموات " .
***
يسألني عنك الدرب ،
عمن سار به في كل الأوقات .
أسترجع صوت خطاك
إذ تلقاني فيه عصرا
أو في إحدى الضحوات ،
تسألني عن حالي ،
عن حال العالم .
أتعامى عن سؤل الدرب ،
أكتم عصف الحسرات .
***
خضنا فجر طفولتنا أيتاما ،
لا أم ولا أب ،
يترصدنا البؤس ،
وتستسهلنا القسوات ،
لكنا ما وهنت همتنا ،
فتهاوت خوف خطانا العقبات .
***
آلاف أموا المأتم
يدعون إليك بفيض الرحمات ،
يثنون على قلب وردي النفحات .
***
نزلت وقت رحيلك أمطار
موجاتٍ ، موجات ،
فبكيت ،
وسألت الله أن يغمر روحك رحمات
أكثر مما فيها من قطرات
سالت قرب ترابك
دفقاتٍ ، دفقات .
وسوم: العدد 706