الشام والحريّة .. والأسطورة الحَيّة
10أيار2014
عبد الله عيسى السلامة
الشام والحريّة .. والأسطورة الحَيّة
عبد الله عيسى السلامة
يا لفظةً ثَكلتْ، في الشامِ، نُوحي وصِيحي.. وإلاّ فاطْربيْ، وثبيْ نُوحيْ، وصيحي، وجُنِّي، والعَبيْ، وخُذيْ ما إنْ ثَكِلتِ سوى مَعْناكِ، فانتَظِريْ * * * الشامُ .. يا أنتِ، لا جِنٌّ، ولا بشرٌ الشامُ مَلحمةٌ حَمراءُ، راعفَةٌ للأُسْدِ فيها - وما فيها سِوى أَسَدٍ الحِقدُ يَرشَحُ، مِن أهدابِها، لَزِجاً وللنفاقِ عواءٌ، في مَفاصِلها وللضَلال نُباحٌ، في ملابسِها الشامُ هذيْ، وما هذيْ حِكايتها * * * في ظِلِّ بَلّوطَةٍ شَمطاءَ فاسِقةٍ الفَصلُ فيها: (دَعُوها ؛ فهيَ مُنْتِنَةٌ !) واليومَ عادت، أُعِيدت، بعدما هَرِمتْ فاستَرسَلَ الصَّدِىءُ الموبوءُ مِنْ دَمها فأحرَقَ الأرضَ والأغصانَ، واتّخذَتْ فَضَلَّ، مَنْ لَمْ يَمتْ في السَّيْلِ، مُحتَرِقاً ومَنْ نَجا حَمَّلَتْه الوِزْرَ، واتّكأتْ * * * وهبَّ يومٌ، وللأيام هَبّتها وهَبَّ يومٌ، وهبّتْ أمةٌ كثُرتْ وهَبَّ يومٌ، وثارتْ عِزّة رقدتْ هَبّتْ جحافِلُ مِن شَعبيْ، مُزمجرةً | مَعناهانُوحيْ عليهِ، وصِيحيْ : ( آهِ ) أوْ ( واها ) ! وسائلي الشامَ – هَمْساً - عن صَباياها خُضْرَ المُنى .. ودَعِيْ للشّام بَلواها أجْرَ الفَقيدِ، وصَلي، واحمديْ اللهَ * * * ولا أَساطيرُ غِيلانٍ، حَفظناها عَجفاءُ كالحةٌ، زُرْقٌ ثناياها جمِّ الوُجوهِ - وُجوهٌ ما عَرَفناها واللؤمُ يَجريْ، فحيحاً، في سَجاياها وللفجورِ قباعٌ (1) في خلاياها وللهوانِ خُوارٌ، في مَراياها حِكايةُ الشامِ سِرٌّ، في زَواياها * * * نامَ ( الخَفيرُ!)، فأغْوَتْهُ ليَنساها وشَرُّها، عن أوليْ الألبابِ، أقصاها مَنْفِيّةً .. جُلِبتْ مِن عُمْقِ مَنْفاها بَيْنَ البَساتينِ .. دَفّاقاً وتَياها أمواجُهُ، نَحْوَ بيتِ النورِ، مَجْراها وطَوَّقته بحشْدٍ مِن بَغاياها تَرعى القطيعَ، وتَحكيْ عَنْ سَجاياها * * * أمرُّ ساعاتِها، دَربٌ لأحلاها فيها الرزايا، فهَدّتها رَزاياها من السُباتِ، فهَبَّ المَجدُ يَلقاها تجتاحُ ما زافَ، أو تَجتَثّ ما شاها |
(1) القُباع : صوت الخنزير