سفينة الضاد
فازت بالجائزة الثانية ، في المسابقة الأولى ، لتجمّع شعراء بلا حدود بتاريخ 19/6/2008
هُنا أمّتيْ .. مِـن هاهُنـا أبْحَـرَ الدجَـى
طَريداً .. وهَـبَّ الفَجْـرُ رَيّـانَ أبْلَجـا
هُنا.. مِن هُنا.. مِن هاهُنا..أشْـرقَ السَنـا
بَهِيّـاً .. بأنْـداء الخُـلـودِ مُضَـرّجـا
هُنـا أمّتـي .. بَيـنَ العِـراقِ وطَنْجَـةٍ
وبَينَهمـا عِـطْـرُ الــوِدادِ تَـأرّجـا
سَفائِنُها شَتّـى ، وفـي الضـادِ روحُهـا
أعَـدَّ لَهـا مِـنْ لُجّـةِ التِيـهِ مَخْرَجـا
غَداةَ احْتَسَى خَمْـرَ الإبـاءِ .. سُلافَـةً
إذا لامَسَـتْ روحَ الـرَمـادِ تَوَهَّـجـا
بِه العالَـم العُلـويُّ مـازَ عَلـى المَـدى
صَريحاً ، هو الحَـقُّ الصُـراحُ.. وبَهْرَجـا
بِحـارُ مَعانيـهِ تَفيـضُ علـى الـدنَـى
فتَسقيْ بهـا ورداً .. وإنْ ضَـمّ عَوسَجـا
أنـارَ عُـبـابَ الأطلـسـيّ ضِـيـاؤه
وألجَمَ فـي الهِنـديّ خَيْـلاً .. وأسْرَجـا
ومـا زافَ ـ لَمّـا عَضّـه كـلُّ زائـفٍ
مِن البَشَرِ الأصْفار ـ.. ماخانَـه الحِجَـا
بهِ ، مِنْه ، بَحرٌ فاضَ ، مِنْ فَيـضِ روحِـه
لـو امْتـاحَ مِنْـه باقِـلٌ ماتَلَجْلَـجـا
هوَ الحُبّ ، والسيفُ النَبيـلُ ، وومضَـةٌ
إذا صَفَعـتْ صَـوتَ الضَـلالِ تَهدّجـا
ونَهجُ بَنـيْ الغَبـراءِ ، فـي نَهـج أمّـةٍ
إذا اعْوجَّ عنـه سـادرٌ .. ظَـلَّ أعْوَجـا
ورفّةُ خِصْـبٍ .. حَيـثُ مَـرَّ إزارهـا
وأهدى ربيعـاً ، كـان أحْلـى وأبْهَجـا
لآلِ غَدي ، مِـن آلِ أمْسـيْ ، رسالـةٌ
تُصارع يَومـاً آلُـه الكَـرْبُ والشَجَـا
يغَلغِـلُ فيهـا دفْقَـةً مِــن زَفـيـرِه
وقـد شـادَ أبْـراجَ العَمَـى.. وتَبَرّجـا
خُذوا ، أو دَعُوا .. ماشئتمُ ، من جَنَى المُنَى
أ تَدرون ما يأتي بهِ الليل .. إنْ سَجَـى !؟
سَيُزجيْ لكمْ مُزجىً مِن القـولِ ، ناصِـحٌ
شَوَى نَفْسَه رَيـبُ الزَمـانِ فأنضَجـا :
إذا ماتمطّـى فيكـمُ الصِفْـرُ، حِصْنُكـمْ
حِمَى الضادِ ، يَكفيكمْ سَفيهـاً و أهْوجـا
وإنْ جاعَ في صَنعاءَ بيـتٌ ، سَـرى لـه
مِن الشامِ ، أو تَطوانَ ، غَيثٌ .. وأدلجـا
كَذا أمّتي .. أهْلي .. ضُلوعيْ .. أحبّتـيْ
وما كنـتُ فيهـمْ عابِثـاً ، أو مهَرّجـا
أقدُّ لهمْ زاديْ ، وأبْقـى علـى الطَـوى
وأمنَحُهمْ رحْلي ، وأمشيْ علـى الوَجَـى
وأرجو بهـمْ ـ لامِنْهـمُ ـ رَوحَ مهجتـي
إذا ضاقَ في الصَدر ، الشَهيقُ ، وحَشْرَجـا
إذا ظَفِـروا مـن فلْـكِ نُـوحٍ بعِـبْـرةٍ
فبالضادِ مَنْجَاهـم .. بِـه أصلُهـمْ نَجـا
ولو ظَلَّ حَرفاً ، لـمْ يَكـنْ فُلـكَ نَمْلـةٍ
بِيَـمٍّ ، ولكـنْ صـارَ روحـاً ومَنْهَجـا
وسوم: العدد 707