فضاءٌ مِن عُنفُوانِ الرّوح
ما حاجَتي للحِكمةِ التي لا تُصغي لصَوتِ الجَمال...
وتُزري بِهَمسِ النَّفسِ للنَّفسِ...
ولا تحتَرِمُ خَيالِيَ المُنفَلِتَ مِن قُيودِ الآنِ والمكان؟
مؤمِنًا عِشتُ بأنَّ الاستِكانَةَ لا تَبني يقينًا.
وأنَّ الحُبَّ لا يُدرِكُهُ إلا القَلبُ المُنفَلِتُ مِن قيودِ الأنا؛
والصارخُ في فَضاءٍ مِن عُنفُوان الرّوحِ:
يا أخوتي في المَحَبَّة..
إنّي آنَستُ نورًا..
فليأتِ إليَّ كُلُّ مَن عَشِقَ الطَّريق؛
ذلكَ المُمتَدَ مني إليكَ، ومنكَ إليّ..
في ظِلِّ النّشيدِ المُستَفيقِ سَكينَةً في شِعابِ الحَياة.
حيثُ لا تَكُفُّ طيورُ الأُنسِ عنِ التّحليقِ..
مَن عاشَ الأنوارَ حُبورًا؛
تَمَكَّنَ مِن سِرِّ المَلَكوتِ المُتَشامِخِ في عِصمَةِ جُرح.
يا ألَمي! كُن نَغمَةَ إشراقٍ..
في قلبِ الكَونِ المُتَنابِضِ بِحَصانَةِ حُب.
وعُذوبَةِ روحٍ تتصَعَّدُ في شَفافِيَةِ شَوقٍ؛
يَتَسامى عَن طَقسِ استِحضارِ الصُّدفَة.
لا وَزنَ للرّغباتِ..
حينَ تَروحُ أشرِعَةُ الرّمادِ إلى المَهاوي العاصِفَة.
تستَنبِتُ الأنفاسُ يَقظَتَها مِن شَمسِ عِفَّتِها..
كَذا تُردي المَخاوِفُ ذاتَها.
حامِلًا إنسانَ خُطواتي..
سانهَضُ مِن تَباشيرِ الجروحِ العالِيَة...
وألُمُّ مِن مُدُنِ الشُّروقِ رؤى انجِذاباتي لألحانِ الخُطى؛
بمَعارِجِ الصّخَبِ الوَلود.
وعبيرُ لألاءِ خُشوعِنا الجماعِيِّ...
يُقصي مَدائِنَ المِلحِ عَن رِمشي،
يَفقَاُ عينَ الهاوِيَة.
لن يَفِرَّ الزَّمَنُ مِن نَظَراتِنا..
ما دامَ في أعماقِنا..
يتفَجَّرُ النّغَمُ الذي يَغسِلُ صَمتَ شَقائِنا.
لن يكونَ النّسيمُ الذي سيفجِّرُ الأنوارَ في أحداقِ صحرائي...
سوى نبضَةِ الرّوحِ في صَلَواتِنا.
اعتَرِفي يا زُحوفَ الصّيف!
يستَيقِظُ الدّفءُ مِن أقدامِ عُصفورٍ على عَرشِ سُنبُلَة.
ويسقُطُ التاجُ العَتيقُ..
حينَ تُعانِقُ الأحلامُ شمسَ غِيابِها.
وسوم: العدد 709