شطرنج
بلاد العُرب كبَّلها الإسارُ
.................... ومسلوبٌ غدا منها القرارُ
وقومي اجَّاهَلوا بخُزَعْبَلاتٍ
................. وبالأنساب لا التقوى تباروا
وظنوا المجد في أحضان أنثى
...................... وأن العز معقده القِمارُ
تباهوا بالقيان وبالبغايا
................. وهز الخصر مع كأس تُدارُ
يكذب قولهم فعل مشين
.................... وحالٌ ينتفي عنها الوقارُ
(وينشأ ناشىء الفتيان منهم)
.................... فيصبح جاهلًا لا يستشار
وكانوا أمس بنيانا مهيبا
.................... وذو بأسٍ يُتوجه الفخارُ
إذا ما عُدَّت الأقوام عُدّوا
................. لهم في الناس عنوانٌ ودارُ
وما من غيمةٍ مرَّتْ وإلّا
................... لهم فيها مكوسٌ والعَشارُ
يكفُّون الدنايا بالمنايا
....................... أُباةٌ لا يُشقُّ لهم غبارُ
كيانٌ واحدٌ عزا وجاها
..................... ذوو شأنٍ بأيديهم يُدارُ
تَنادوا من مشارقها لغربٍ
.................... إذا ما حلَّ في ربعٍ نفارُ
وأما اليوم وا لهفي عليهم
................. غدوا أحجار شطرنجٍ تُدارُ
فيلقيَهم إلى فُرسٍ يَمينٌ
..................... ويقذفَهم إلى رُومٍ يَسارُ
غدوتم قصعة للناس طُرا
................. أحاطوكم عُضَاريط صغار
فإن سائلت عن (بغداد) جَضَّتْ
.............. لهول الخطب من بُعدٍ (ذَمارُ)
و جِلَّقُ تشتكي لله جرحًا
.............. وفي الأقصى اليهودُ لهم سعارُ
وسوم: العدد 711