في مهبِّ البحورِ
مِن مواليدِ كفرسوسةَ في دمشقٌَ عامَ 1974 ، حاصلٌ على شهادةِ الصّيدلةِ منْ جامعتِها .
كتبَ الشِّعر مُنذُ أكثرَ مِنْ عشرينَ عاماً ،لكنَّ نشاطَهُ الشِّعرّيَّ الحقيقيَّ بدأَ عامَ 2014 .
له ديوانٌ تحتَ الطّباعةِ ( قلبٌ منْ قَصَبٍ) ، يصدرُ قريباً عنْ دارِ النُّخبةِ إن شاءَ اللهُ.
متـفــاعـلٌ قـلـبــي وَحـزنــيَ فـاعــلُ
أنــا في دمـوعِ الـشِّـعــرِ بـحـرٌ كـامـلُ
وأنــا الـبـسيـطُ مـبـاشـرٌ بـطـفـولـتـي
مِـنْ ألــفِ جُــرحٍ كـي أمــوتَ أحـاولُ
دانَـــتْ لــيَ الـكـلــمـــــاتُ إلّا أنّـهــــا
خَـجـلـى أَهُــمُّ بـلـثـمِــهـا فــتـجــادلُ
وتـصـكُّ وجـهـاً بــالـبـراءةِ مُـشـمـسـاً
وتـقـولُ لـي بـعـيـونِــهــا يــا جـاهــلُ
وأنـا الـخـفـيـفُ كـغـيـمـةٍ بـحضورهـا
لا وزنَ لـــي أو أبـتـغـــــي أو آمـــــلُ
أمشـي على سـاقِ الـرِّيـاحِ فحـيـثُمــا
عَـثرتْ سقـطـتُ ومـاءُ روحيَ هـاطلُ
لـوَّحتُ لـلـقَـمـرِ الـمُسافـرِ في الـدُّجَى
فـارتَــجَّ إبـريـقُ الـــضَّبــابِ الـمَــائــلُ
وتـهـشَّـمَ الـضَّوءُ الـشَّـفـيـفُ بـداخلـي
لــيـلــوحَ فــي الـمــرآةِ حُـلْــمٌ قاحــلُ
حُـلُـمٌ لـــهُ ظِــــلٌّ طــــويــلٌ كــلَّــمـــا
آيـســتُ مِــنِّـي بــالـخـفـــاءِ يُـغــــازلُ
أدنــو إلـيـــهِ يَـفــرُّ مِــثـلَ فـراشــــــةٍ
تـقــتـادُهــا لـلــغـيــبِ ريــحٌ جــافِـلُ
وأنــا الـمُـخَـلَّـعُ بــابُ قـلـبـيَ مِـثـلَــمـا
باتـتَ بلا عـِـشـتـــارَ تَــنــدبُ بــابــلُ
وتـصـفِّــقُ الأرواحُ فـــي أشــبــاحِـهــا
ويـجـفُّ تَـمـوزُ الـحَــزيـــنُ الــذَّابــــلُ
مــسَّ الـنِّـداءُ البِـكـرُ سَـمـعَ مَـشـاعـري
فـغـدا الـفَـضـا وأنــا الـحَـمـامُ الـزَّاجـلُ
والـيـاسـَمـيـنــةُ فـي الـرُّؤى عـرَّافـتـي
والـسِّـنـدبــادُ بـبـحــرِ روحـيَ مــاثِــلُ
فخـبَـبْـتُ مُـنسَـرِحَ الـخيـالِ مُـضـارعـاً
مُــتقــاربـــاً وأنــا الـمَــديــدُ الــرَّاحـلُ
ويـلــومُـــنــي سُــكَّـانُ قـلـبـي كـلَّــمــا
غـُيِّـبـتُ عَـنِّـي لـلــشُّــعـــورِ أراســـلُ
شـيــخُ الـمَـسـاءِ يَـشُـمُّنـي بـقـمـيصِــهِ
فـتـراهُ يـبـصــرُ لَــوعــتـي ويُـســائِــلُ
ويـضُـمـُّنــي ضَـمَّ الــنُّـجـــومِ لصــدرِهِ
يَـجـتـثُّـني مِــن وِحـدَتــي ويُــشـاغلُ
أفــلا أكــونُ مـســـارعــاً لــســمـــاعِــهِ
وأنـا الَّـــذي لــســـكــونِــــهِ أتـمــاثَــلُ
يـا لـيـلُ يــا هــزَجَ الـغَـريــبِ إذا بكـى
إِنِّــي لبحــرِكَ إنْ رَجَـــزتَ الـسَّــاحــلُ
وأنا اختناقُ الوردِ في عُنُــقِ الأصــيـــ
ــصِ الـمُـستَـبِـدِّ ورمـلُ صـبـريَ قاتـلُ
أَهْـذِي وأقـتضِـبُ الـجُـنـونَ قـصـائــداً
إنَّ الـمُـجَـذِّفَ فـي الـجُـنـونِ الـعَـاقـلُ
آوي إلـى رُكـــنِ الـجَــمـالِ مُــســالــمـاً
فـالـقُـبـحُ في زمـنِ الـخَـرابِ مُـنـاضـلُ
والـحــبُّ مَـوفـورُ الـغــمــامِ وإنّــمـــــا
قـدْ جـفَّــفَ الـغـيـمـاتِ قـلــبٌ قــاحـلُ
يـا شِـعــرُ إنْ كـانَ انـتـشـاؤكَ لـحـظــةً
فــالـحـزنُ لـلـشُّـعـــراءِ عُـمـــرٌ كــامــلُ
وسوم: العدد 713