عفت ِالدّيارُ فليْتها تعِمُ = وعسى الشجون يلمُّها النغمُ
حتى تُصيبَ من الجوى أرَباً = تنأى به الأدلاسُ والهزَمُ
فإذا وَفتْ ألحانها خفقتْ = من ْرَجْعها الأرْجاءُ والقِمَمُ
ولقدْ نويْتُ الغوْصَ في لمَع = وأردْتُ أنْ يندى بها القلمُ
فرأيْتُ أطوارَ النشيد خبَتْ = والأمْسَ كانَ الشّدْوُ يُحْترَمُ
فتخلّلتْ أفْنانَه غُرَرٌ = منَ السّنا تجلو بها العُرمُ
ولرُبَّما تنأى وليسَ لها = وُصَلٌ سوى الأنْواءُ والديَمُ
وفي كلا الكونيْن مُنتجعٌ = لكلّ خلق ٍطاله العَدمُ
يا معْشَرَ الشُّعراء إنّ لكُمْ = في ملتقى الشامات مُلْتَأمُ
فوَضاءة العِرْفان تحْضُنُكم = وظلالها بالشِّعر تنْتظمُ
وبه سَرى منْ جَوّكُمْ وهجٌ= وبها بَهاءُ الروح يُغْتنمُ
وبروْقه اِبْتلّ الفؤاد ندىً= وسَلسَلَتْ خيْراتِها النعَمُ
والشّعرُ صعْبُ المنال فإنْ = ترْقاهُ فهْوَ الشّهْدُ والأدَمُ
وشكله عَرَضٌ وجوْهرُه = يُطيقهُ التّجديدُ والقِدَمُ
فمضتْ طرائقه على طُرُز= وبعْضُها زلّتْ به القَدَمُ
وخيرُها مَلأ الحياة مبا =هِجاً، وسُؤْلَ الرُّوح يقتَحِمُ
والشّعْرُ مُذْ أوْفى لَهُ عُتدٌ = عِمادُها الأشْجانُ والنغمُ
أمّا حمَاسة الشّعَراء فل = زَّعلى عَمَاها القيظ ُ والسّأمُ
ياحاديَ العيسِ امْرُرَنّ على = ذبيانَ واسْرَحْ فالمدى عدَمُ
وانظرْ هُنالك هلْ ترى أثراً = لداحسٍَ والغنْمَ الذي قسَمُوا
فلعلهُ يَجْزي لهمْ أرَباً = وتُسْعفه الأسْيادُ والخدَمُ
قوْمٌ نأوا سُبلَ السَّلام، وَل = كِنْ إنْ دَنا، كالسَّيل اِعْترَمُوا
وإذا جَلا رفعُوا إليْه يَداً = فإذا دعَتْ ليْلاهُمُ اهتزمُوا
فتعاورُوا شدَّ الحِبال على= الحبال أنّى يُودَعُ السَّقمُ
وانظرْإلى العادين في عَدن ٍ= والمَرْوَتين، كأنهمْ خُطِمُوا
وتراهُمُ لزموا الدَّواء ومَا = يسْري على ظهْرانِهمْ ألمُ
وَبانَ أنْ دَلقتْ بهم قدَمٌ = فغدت ْبحَدِّ الصَّخر ترْتطمُ
وبأنَّهمْ سكبوا الدُّموعَ سُدىً= وجَلا على أجْفانِهم عَشمُ
ياصاح، ثمَّ عَدّ رَحْلَك في = أسَدٍ، فقدْ عصَفتْ بهمْ عُتمُ
وهُمُ أناخوا خيْلهم بِلوىً = وفي دَياجير الرَّدى رَقَموا
وآلُ كِنْدَةَ في العَراء جَثوْا = وأميرُهمْ في السّجن مُتَّهَمُ
بُعَيْدَما الأسْيافُ اِنْجَردَتْ = وتطايرتْ مِنْ حَوْلها اللمَمُ
فيا امْرأ القيْس الجليل لقدْ = جَلتْ طيوفكَ والدُّنى حِمَمُ
ونَوارسُ ولْهى شَرِقنَ بها = فحَسبنَها المُدامَ وهْوَ دمُ
فإذا سنا العيون لمّ رؤا = ك،وفي العمى سيَجْتبيكَ فمُ
ويظلّ إسْمُك في الجَوى علَماً= على ذُراهُ يُرفْرفُ العلمُ
ويظلُّ سِفْرُك في الجواء مدى= حتَّى يَنُوءَ بسُؤْلِه القَلمُ
لا تعْجَبَنْ يا صاحِ منْ أُسُد = ضجّت على الشّرى وتُلتهَمُ
فثمَّ في قِمَم الجبال ترى = حُطّاب ليْلٍ للّظى غَشَمُوا
وغيْرُهُمْ في قاع السّفوح جَلوْا= حطَباً بقَدْر ِالقِدْر يُرْتسَمُ
وإذا الغريبُ ثوى الفلاةَ فلا = شرْعٌ ولا عدْلٌ ولا حَكمُ