( تضامناً مع مسلمي الروهينجا )
ألا عذراً ، فنحنُ اليومَ عُرْبانُ= غفاةٌ في عيون الدهر حِملانُ
وكم سُكِبَتْ لنا في الذلّ أفئدةٌ =وفاضت من بلاء الهمّ أحزانُ
ويُلقى في الردى قومٌ إذا لهجوا=بذِكر الله ، ما ضلوا ولا خانوا
إذا وجلتْ قلوبهمُ وقد تُليتْ=على الأسماع آياتُ و قرآنُ
ويصلى الشِيبُ آلاماً وقد ذُبِحتْ=أمام العين صبيانٌ وشبّانُ
وعائلةٍ بليل القهر قد هربتْ=فما سلمتْ ، ورامَ الصيدَ ذؤبانَ
بقاياها على فجّ الأسى تُركَتْ=طعامُ الطير ، ما للميْتِ أكفانُ
وأين الأمة الحيرى وهل نُسِفتْ= لها قيمٌ وتاريخُ و إنسانُ ؟!
وهل مانت على آثار عزتنا =مشاعرُنا ، وغال الحِسّ خذلانَ ؟!
وهل عادت كشاة الذئب أمتنا=يلاحقها بسيف الذلّ إذعانُ ؟!
وما باتت على الإيمان حارسةً=تقزّمَ في حنايا القهر إيمانُ
دمُ الإسلام صمتُ الخزي أهرقهُ=دمُ الإسلام للأوثان قربانُ
وكنا في قديم الدهر من شممٍ =لنا عزٌ ، لنا مجدٌ ، لنا شانُ
وكانت أمة الهادي مدمدمةً=تؤدّبُ كلَّ من أغراهُ طغيانُ
ولكن بعد كرّ الدهر ما فتأتْ=تهونُ ، ومن يديها اختلَّ ميزانُ
فعودي دورةَ التاريخ ثانيةً=يعُدْ مجدُ الألى عزوا وما هانوا
لظى بورما بنور الحق يطفئها=رجالٌ في ظلام الليل رهبانُ
وفرسانً على الإسلام غيرتُهم=أباةٌ في وجوه الشرّ شجعانُ
لئنْ عادوا و دينُ الله ديدنهم=يقودُ الفُلكَ بالإيمان رُبَّانُ
ستعلو رايةُ القرآن خافقة ً=لها من فوق رأس الدهر تيجانُ